عبد القادر الفطواكي
يحتفل العالم في 17 أكتوبر من كل سنة باليوم العالمي للتبرع وزراعة الأعضاء، وهي مناسبة تسلط الضوء على الأهمية البالغة لهذه الممارسة الطبية التي تنقذ حياة الملايين حول العالم. وفي المغرب، ورغم وجود الإطار القانوني والبنية التحتية الضرورية، إلا أن عمليات زراعة الأعضاء لا تزال تشهد تأخراً ملحوظاً. حتى اليوم، تم إجراء حوالي 645 عملية زرع كلى فقط، غالبيتها من متبرعين أحياء، بينما لا يزال عدد المسجلين في السجلات محدوداً.
التحديات الصحية والمجتمعية في المغرب
يعاني آلاف المغاربة من أمراض الكلى والكبد والقلب والرئة التي تتطلب زراعة الأعضاء، وتعتبر زراعة الأعضاء الحل الأمثل لإنقاذ حياتهم. إلا أن البدائل مثل غسيل الكلى تبقى حلولاً مكلفة ومرهقة للمرضى، وتقلل من جودة حياتهم. ورغم مرور أكثر من عشرين عاماً على صدور التشريعات التي تنظم زراعة الأعضاء في المغرب، إلا أن النقص الحاد في المتبرعين يؤدي إلى وفاة مئات الأشخاص سنوياً بسبب عدم توفر الأعضاء المناسبة.
التبرع بالأعضاء بين البيئة والرقمنة
اختارت جمعية "كلي" هذا العام تبني مقاربة شاملة تجمع بين ثلاثة أبعاد رئيسية: الرقمي، البيئي، والاجتماعي. فالتبرع بالأعضاء يطرح قضايا مجتمعية هامة تتعلق بالإنصاف والتوعية، إذ تواجه بعض المناطق، وخاصة في البلدان النامية، تحديات مرتبطة بنقص المتبرعين والعوائق الثقافية والمالية.
من الجانب البيئي، ورغم أن زراعة الأعضاء تعتبر حلاً لإنقاذ الأرواح، إلا أن لها تأثيرات بيئية تستحق الانتباه، خصوصاً فيما يتعلق بإدارة النفايات الطبية الناتجة عن العمليات والرعاية ما بعد الجراحة. ولذا، تدعو الجمعية إلى اعتماد ممارسات طبية أكثر استدامة وتطوير حلول بيئية ملائمة.
التقنيات الرقمية: فرصة وتحديات
التقنيات الرقمية الحديثة تلعب دوراً متزايداً في تحسين عمليات التبرع وزراعة الأعضاء، من خلال تحسين تتبع المتبرعين وتسهيل إدارة المرضى الذين ينتظرون العمليات. ورغم هذه التطورات، إلا أن هناك تساؤلات حول حماية البيانات الشخصية وضمان وصول الفئات الأكثر هشاشة إلى هذه التقنيات.
نداء للتعبئة الجماعية
في هذا اليوم العالمي، تجدد جمعية "كلي" دعوتها لتعبئة شاملة تضم العاملين في المجال الصحي، صناع القرار، والمجتمع المدني. يعتمد نجاح هذه العمليات المنقذة للحياة على تضافر جهود الجميع لتقليل الفوارق وتعظيم الفوائد الصحية والبيئية.
إن مستقبل زراعة الأعضاء في المغرب يتطلب تعاونا وثيقا بين السلطات الصحية والمهنيين والمجتمع، بهدف بناء بنية تحتية متطورة تتيح للجميع فرصة الحياة بفضل سخاء المتبرعين والتطور التكنولوجي المستمر.
19 décembre 2024 - 11:00
18 décembre 2024 - 14:00
18 décembre 2024 - 14:00
18 décembre 2024 - 12:00
18 décembre 2024 - 09:30