عبد القادر الفطواكي
أثارت الزيارة الرسمية لوزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى المغرب، حنق المسؤولين الجزائريين، حيث لم يحسب النظام العسكري لهذا التقارب بين الرباط ونواكشوط أي حساب.
حكام الجزائر وفيما يشبه الزلزال الدبلوماسي التقطوا بشكل مرير، الاشارات الواضحة والقوية التي أرسلتها الدبلوماسية الموريتانية إليها، والمتضمنة لخطاب أساسي وصريح مضمونه أنها اختارت المغرب، وتود تقوية علاقتها بالرباط وغير مكترثة لهرطقات شيوخ جنرالات الجزائر، الذين أهدروا زمنا سياسيا كبيرا في افتعال العدواة واختلاق القلاقل، وصدعوا مسامعها بالأسطوانة البائدة للمستعمر والصحراء وحق الشعب الوهمي في تقرير مصيره، وما جرّته هاته التراهات على المنطقة من ويلات ومآس لا تعد ولا تحصى.
زيارة إسماعيل ولد الشيخ إلى المغرب اليوم ليست كسابقاتها بالمناسبة شرط، تباحثه مع وزير الخارجية ناصر بوريطة حول سبل التعاون الدبلوماسي والسياسي بين البلدين، إضافة إلى التحضير لاجتماع اللجنة العليا المغربية والموريتانية، وذلك بمناسبة وضع الوزيرين على وضع الحجر الأساس للمبنى القنصلي الجديد في الرباط، والذي يعد أكبر تمثيلية دبلوماسية لموريتانيا في العالم.
الرسالة الموريتانية للجزائر اليوم كانت أكثر جرأة فحواها أن أرض المغرب أهم إلينا من كل البلاد الأخرى لما لها من مصالح مشتركة فيما يتعلق بالمجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وذلك بعد المحاولة اليائسة لجنرالات "قصر المرادية"، زرع بذور الفتنة بين نواكشوط والرباط بصرف الأموال الطائلة لهذا المخطط الشيطاني أفرز فتورا كبيرا في علاقة البلدين.
اللقاء المورتاني المغربي العالي المستوى، جاء للرد كذلك عن بعض مما نشره الذباب العسكري الجزائري، الذي حاول التشكيك في خبر إعلان موريتانيا إغلاق سفارتها في المغرب، بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا، حيث ربطت وسائل إعلام معادية للمغرب الأمر بما أسمته أزمة غير معلنة في العلاقات بين البلدين، مستحضرة إلغاء الرباط قبل أشهر زيارة لوزير خارجية موريتانيا، دون تقديم سبب لذلك، ردا على استقبال الرئيس ولد الغزواني مبعوثا من الجبهة الانفصالية، ليأتي الرد سريعا بوضع الحجر الأساس لأكبر تمثيلية دبلوماسية للشقيقية موريتانيا فيما يشبه "التسونامي" السياسي الذي اجتاح النظام العسكري البائد بالجزائر.
كل الانتصارات الدبلوماسية للمغرب يجب أن توضع اليوم في سياقها التاريخي، حيث تتطلب من جنرالات الجزائر قراءة دقيقة صحيح ومتأنية، ترسخ لديها عقيدة لا مجال فيها للشك، في أن المملكة المغربية أصبحت مفتاحا مهما من المفاتيح السياسية والاقتصادية بالقارة الإفريقية والعالم العربي، وأن الرهان عليها أصبح كالرهان على الفرس الرابح بالنزالات، وهو ما فعلته موريتانيا وقبلها إسبانيا بعد زلت "بن بطوش" الشهيرة، حيث من المنتظر أن ينضم إلى نادي حلفاء المغرب دول عديدة في إطار ما يسمى "رابح-رابح"، في هزيمة مدوية جديدة لدبلوماسية لعمامرة و"الكابرانات الدزايريين".
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00