أكد المحلل السياسي والباحث في قضية الصحراء، نوفل بوعمري، أن الوضع في الكركرات هو آخذ في التطور، مبرزا بالقول "أننا نعيش تداعيات التدخل المغربي الذي قام بإنشاء حزام أمني لحماية المدنيين من بلطجة عناصر البوليساريو وهي تداعيات كلها تدعم الموقف المغربي".
هذا الموقف يضيف بوعمري في اتصال هاتفي مع "مواطن"، بات يعرف إجماعا وطنيا، مشيرا إلى أن المغاربة عبروا عن وقوفهم خلف جيشهم البطل الذي قام بعملية أمنية سريعة حققت كل أهدافها الأمنية بتوافق مع اتفاق وقف إطلاق النار وقرارات مجلس الأمن، كما أن المجتمع الدولي بات يعرف حقيقة الوضع.
وأضاف المتحدث أن "الخارجية الروسية عبرت عن موقف رافض لتغيير طبيعة الوضع في المنطقة العازلة، موريتانيا كذلك عبرت عن نفس الموقف... بمعنى أننا أمام دعم دولي للتحرك المغربي لأنه جاء بعد توالي الاعتداءات المتكررة لعناصر الجبهة على المدنيين والتجار".
إلى ذلك، شدد المحلل السياسي على أن ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي يجيز للدول حق الدفاع عن النفس، الذي يعتبر حقا شرعيا، مؤكدا أنه بناء على ذلك فإن "أي تحرك مليشياتي من طرف الجبهة سيعتبره المغرب بشكل واضح عدوانا وسيرد بقوة"، على حد تعبيره.
ويشار إلى أن المغرب قد قرر أمس الجمعة التحرك لوقف الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات "البوليساريو" في المنطقة العازلة للكركرات، "في احترام للسلطات المخولة له، وذلك بمقتضى واجباته وفي انسجام تام مع الشرعية الدولية"، بحسب ما أكده بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وأكدت الوزارة، أنه بعد أن التزمت بأكبر قدر من ضبط النفس أمام استفزازات ميليشيات "البوليساريو"، "لم يكن أمام المملكة المغربية من خيار آخر سوى تحمل مسؤولياتها من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري" .
وذكرت الوزارة أن "البوليساريو" وميليشياتها، التي تسللت إلى المنطقة منذ 21 أكتوبر 2020، قامت بأعمال عصابات هناك، وبعرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع على هذا المحور الطرقي، وكذا التضييق باستمرار على عمل المراقبين العسكريين للمينورسو ، موضحة أن هذه التحركات الموثقة تشكل بحق أعمالا متعمدة لزعزعة الاستقرار وتغيير الوضع بالمنطقة، وتمثل انتهاكا للاتفاقات العسكرية، وتهديدا حقيقيا لاستدامة وقف إطلاق النار.
وقد أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، مساء أمس الجمعة، أنه تم تأمين ممر الكركرات بين المغرب وموريتانيا بشكل كامل؛ من خلال إقامة حزام أمني من قبل القوات المسلحة الملكية، بناء على تعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
وأشار البلاغ ذاته إلى "أنه وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية للملك محمد السادس، تم تنفيذ عملية بتاريخ 13 نوفمبر 2020، وفق قواعد اشتباك واضحة تقضي بتجنب أي اتصال للقوات المسلحة الملكية مع الأشخاص المدنيين".
وأثناء هذه العملية، يورد البلاغ، "أطلقت ميليشيا "البوليساريو" المسلحة النار على القوات المسلحة الملكية التي ردت من جانبها وأجبرت عناصر الميليشيا على الفرار دون تسجيل أي أضرار بشرية".
وأكد المصدر ذاته أن هذه العملية تأتي في أعقاب قطع مليشيات "البوليساريو" لمحور الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا.
وأضافت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، في بلاغها، أن عناصر ميليشيا "البوليساريو" قامت بإضرام النار طواعية في المخيم، حيث كانوا يعتصمون ولاذوا بالفرار في اتجاه الشرق والجنوب على متن سيارات الجيب والشاحنات، تحت أنظار مراقبي بعثة الأمم المتحدة المينورسو.
وخلص المصدر ذاته إلى أن "معبر الكركرات أصبح، الآن، مؤمنا بالكامل؛ من خلال إقامة حزام أمني يضمن تدفق البضائع والأشخاص عبر الممر بين المركزين الحدوديين".
26 novembre 2024 - 11:30
25 novembre 2024 - 14:00
25 novembre 2024 - 13:00
24 novembre 2024 - 14:00
22 novembre 2024 - 11:00
18 novembre 2024 - 10:00