عبد القادر الفطواكي
تجربة فريدة تلك التي أطلقها المجمع الشريف للفوسفاط OCP، منذ شتنبر من سنة 2018، خدمة لفلاحي وفلاحة المغرب، ترتكز على المقاربة العلمية كرافعة أساسية من أجل تنمية وتطوير فلاحة مثمرة ومستدامة.
آلية "المثمر لخدمات القرب"، المخصصة لتعزيز عرضها الشمولي الموجه للمزارعين، مشروع يجسد التزام مجموعة OCP من أجل تنمية وتطوير قطاع الفلاحة بالمغرب، تهدف إلى مواكبة متنوعة للمزارعين داخل 20 إقليما من خلال اعتماد عدة تدابير ملائمة لحاجيات التربة والزراعات.
المشروع الطموح لـ OCP، يتأسس على مقاربة تشاركية، حيث تعتمد على إبراز مساهمة كافة الفاعلين بالقطاع الفلاحي، كل داخل مجال تدخله، وبالأخص وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والمتدخلين المؤسساتيين، والباحثين، والموزعين، والمزودين، والمزارعين.
آلية القرب المثمر : نهج مبتكر يرتكز على الفلاح
من خلال التزامها بتطوير القطاع الفلاحي ورغبتها في تحقيق تحول حقيقي في هذا المجال، صممت مجموعة OCP آلية متنقلة ومتعددة الخدمات لمواكبة وخدمة الفلاحين عن قرب. وتعكس هذه المبادرة المرنة والمتكاملة التي تحمل اسم "المثمر" عرض المجموعة الذي يستند على تقديم خدمات الإرشاد الفلاحي المرتكزة على البحث العلمي والابتكار الفلاحي، كما توفر هذه المبادرة إطارا للتعاون والتبادل بين مختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي من القطاع الخاص، والسلطات المحلية، والبحث العلمي، والتكوين، والتنمية الفلاحية، وغيرها وتهدف إلى خدمة الفلاحين من خلال تزويدهم بنظام لاتخاذ القرارات السليمة قائم على البدائل التقنية والتنظيمية الملائمة، المستدامة، المرنة، المقبولة اجتماعيا، المربحة اقتصاديا والمحافظة على الموارد الطبيعية.
وتهدف آلية المثمر إلى التأثير بشكل مستدام على القطاع الفلاحي الوطني، وإغناء شبكة الفاعلين المبتكرين في هذا القطاع من خلال الاستناد على نهج علمي لمواكبة مختلف المراحل، إضافة إلى تعزيز الشراكات الفعالة والحكامة الرشيدة مع مختلف الهيآت الفاعلة، مع إدماج مختلف الفئات السوسيو-اقتصادية وخاصة المرأة القروية والشباب.
ويضم برنامج المثمر العديد من الخدمات المتكاملة، ويتعلق الأمر بشكل خاص بعرض التكوين المستمر للمجتمعات الفلاحية حول المواضيع التي تمكنهم من اتخاذ القرارات العقلانية والملائمة للبيئة الفلاحية والاقتصادية المحلية، الجهوية والوطنية.
كما يضع برنامج المثمر كذلك رهن إشارة الفاعلين في القطاع الفلاحي قاعدة من البيانات الرقمية المفيدة والمجانية من أجل مساعدتهم على اتخاذ القرارات، كما يهدف كذلك إلى تعزيز الشراكات بين المجتمعات المهنية ومواكبة وتشخيص الفلاحين بشكل دائم من طرف فريق من الخبراء المتمرسين في القطاع.
وأخيرا، يضم المثمر برنامجا للمنصات التطبيقية الفلاحية التي يتم إنجازها بشكل مشترك مع النظام الإيكولوجي الفلاحي، حيث يتم اختيار، إنشاء، تتبع وتقييم المنصات التطبيقية التي تمكن من استخدام وإدماج الابتكارات الفلاحية المتلائمة مع الأنظمة الزراعية.
المنصات التطبيقية: حصيلة إيجابية
تم تخصيص المنصات التطبيقية الفلاحية لموسم 2018-2019 لزراعة الحبوب والقطاني، وهمت جميع المناطق المناخية المواتية لهذا النوع من الزراعات، واستفادت من هذه المبادرة مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية التي تضم الفلاحين الصغار والمتوسطين، الشباب، النساء، الجمعيات والتعاونيات الفلاحية.
وصل العدد الإجمالي للمنصات التطبيقية الخاصة بزراعة الحبوب والقطاني والتي تم إنشاؤها وتتبعها خلال السنة الأولى من مبادرة المثمر إلى 1071 منصة، تنضاف إليها 460 قطعة فلاحية مرجعية، وقد توزعت هذه المنصات على 21 إقليما وهمت أساسا الحبوب الخريفية من خلال 785 منصة (73 بالمئة من إجمالي المنصات) والقطاني من خلال 286 منصة (27 بالمئة).
ارتكز التدبير المتكامل للزراعات الذي يطلق عليه "ICP "Integrated Crop Program، على الاستخدام المعقلن للمياه، المدخلات الزراعية والمحافظة على الموارد الطبيعية (التربة والمياه)، وفي هذا الإطار، تم تطبيق ثلاثة أصناف من الأسمدة على مستوى المنصات التطبيقية : التركيبات الجهوية الموصى بها من خلال خارطة الخصوبة، التركيبات الجهوية التي تحتوى على الكبريت والتركيبات المشخصة والملائمة لنوعية التربة والزراعات.
17 novembre 2024 - 10:30
14 novembre 2024 - 18:00
13 novembre 2024 - 19:00
12 novembre 2024 - 14:00
12 novembre 2024 - 12:00
18 novembre 2024 - 10:00