عبد القادر الفطواكي
في تعليق غير محسوب، علق رئيس الحكومة يوسف الشاهد على قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي لكرة القدم، المجتمع أمس الأربعاء 5 يونيو في باريس، والقاضي بإعادة مباراة إياب الدور النهائي من كأس رابطة الابطال الإفريقية بين الترجي الرياضي والوداد المغربي في أرض محايدة، ووصفه بـ"المهزلة".
ودون رئيس الحكومة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك كاتبا :"اثر مهزلة الكاف : تحية لقواتنا الامنية مثال يحتدي به في العالم ومن يشكك في امن تونس يتحمل مسؤوليته" مضيفا "تحية لجمهور الترجي علي انضباطه في المباراة الأخيرة.. لن نسلم في حق الترجي وفي حق اي جمعية تونسية.. التوانسة يد وحدة". الحركة التي قام بها "الشاهد"، تعد في العرف السياسي، غير موقفة من مسؤول سياسي تونسي يفترض أن يترك أمور الكرة لأصحاب الاختصاص، دون الركوب عليها وجعلها مطية لأغراض انتخابية وسياسية ضيفة تغذي أحقادا مجانية بين الأشقاء بالمغرب للكبير الذي يعيش العديد من المآسي. وهو الأمر المحسوب بالمقابل لحكومة سعد الدين العثماني، والتي صامت مكوناتها عن الخوض والتعليق عن مثل هاته المواضيع، سواء من طرف رئيس الحكومة أو وزير الشباب والرياضة، حيث تكلفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالترافع عن الفريق الأحمر ومؤازرته في استرجاع حقوقه، مرتكزا على القانون وما تم تسجيله من تجاوزات في ملعب تحكيمية وتنظيمية وبشكل عقلاني وموثق.
لعل "الشاهد" الي "ما شفش حاجة"، وبعض الإخوان في تونس، قد تجاهلوا عن قصد، أو جراء تخدير كروية مزيف، أن المغرب كان على الدوام البلد المساند لـ "تونس الخضرا"، من خلال مبادرات سياسية واجتماعية ملموسة دعمت وأعدت الثقة لسياح العالم في زيارة هذا البلد الشقيق بعد الربيع العربي الذي ذهب بنعلي وحاشيته، كانت أبرزها الزيارة التاريخية للملك محمد السادس لتونس في يونيو 2014، والجولات الترويجية التي قوبلت بترحيب كبير من قبل التونسيين، خاصة بعد تمديده لزيارته وتخصيص إقامته في تونس للترفيه والسياحة، حيث تنقل الملك في جولات ومن دون حراسة مشددة وبزي رياضي، في ساحات وأسواق تونس وبشارع بورقيبة أو ما أصبح يعرف في تونس بـ"شارع الثورة".
الحدث التاريخي الذي تناقلته وسائل الاعلام التونسية ومواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، على غرار كبريات المجلات العالمية ووكالات الأنباء الدولية، التي أظهرت الملك وهو يصافح أهل تونس ويسمح بأخذ صور تذكارية مع أبنائها وبناتها وكأنه في مراكش أو فاس مرفوقا بوليي العهد مولاي الحسن ومولاي رشيد. وهو ما مثل مناسبة للترويج للسياحة بتونس، رغم تنامي التهديدات الإرهابية في تلك الفترة من تاريخ التونسي. حيث دونت أقلام الصحافة التونسية عبارات شكر للملك الذي أنقد البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، وسياحة كانت تحت رحمة ضربة إرهابية موجعة.
لكن عوض أن تقف مكونات المشهد السياسي والإعلامي، والرياضية وقفة تأمل وتدبر للوضع الأمني الذي تعيشه البلاد حيث عاين كل العالم فريق من "الكوموندو" المسلح والمقنع وهو يلج أرضية ملعب رياضي لتأمين تسليم كأس في مسابقة لكرة القدم، إضافة إلى تفنن بعض من جمهور النادي التونسي في إهانة بعثة وجمهور الفريق الأحمر في يوم رمضاني، خلال مقابلة نهائي عصبة الأبطال الإفريقية التي جمعت بملعب رادس بتونس، والتجاوزات والخروقات التي عرفتها تلك المقابلة بشهادة الجميع. انبرت بعض الأقلام والأبواق التونسية إلى التنديد بسحب الكأس "الحرام" من خزائن النادي "المحترف" في كل الأشياء إلا كرة القدم، وزاغ بعض المسؤولين السياسين عن الحقيقة ليفقدوا البوصلة، لذلك لا عيب في أن نذكر بعض الأشقاء الذين حاربوا نظاما سياسيا سموه بالمستبد، أن ما فعله نادي الترجي من بيع وشراء في الذمم هو أحد من أساليب النظام السابق التي يجب أن تحارب كذلك، لأن ما وقع في نهاية المطاف يعتبر مجرد حصيلة لمقابلة في كرة القدم ومن حق الطرف المتضرر أن يلجأ لجميع السبل التي يمنحها إياه القانون لاسترداد حقوقه حقه من جهة وإعادة المصداقية للمسابقة الافريقية والجهاز المنظم وللعبة ككل، وهذا الأمر يهم جميع الأندية الإفريقية بما فيها نادي الترجي الذي تم تجريده من اللقب، لكن أن تتحول قضية المنازعة في استحقاق اللقب القاري إلى محاولة لجر محبي كرة القدم المغاربة والتونسيين إلى صراع وسجال مجهول العواقب، يعد حمقا سياسيا وخطأ استراتيجي فادح من طرف الجانب التونسي الذي عجب نوطة نشاز على أوثار الوطنية بدوافع سياسية و انتخابية.
فقرار فريق الترجي التونسي التقدم بتظلم لـ"الطاس"، للطعن في قرار سحب اللقب الإفريقي منه، يعد حقا مشروعا للنادي، شريطة الادلاء بالبراهين الكافية، لتأكيد صحة روايته، حيث عبر الفريق خلال بلاغ له أمس الأربعاء انه "تلقى قرارات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم باستغراب كبير، مشيرا أنه وفي انتظار ورود القرار كتابيا ورسميا على إدارتنا، ستعقد إدارته خلال الأيام القادمة اجتماعا طارئا للطعن في هذا القرار لدى الجهات الدولية المختصة واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن حق الفريق بكل الطرق القانونية.
وكان الاتحاد الافريقي لكرة القدم، قد قرر أمس الأربعاء إعادة مباراة الاياب للدور النهائي لرابطة الابطال الافريقية بملعب محايد بعد نهائيات كاس امم افريقيا (مصر 2019) وذلك خلال اجتماع طارئ للجنة التنفيذية للكاف في العاصمة الفرنسية باريس. وعلل الهيكل القاري قراره بعدم توفر ظروف اللعب والسلامة خلال لقاء الاياب مما حال دون اكمال المباراة، عكس رواية الترجي أن الوداد التي توجت بلقب البطولة العشرين في تاريخها، قد انسحبت من النهائي "العار" في غياب "الفار.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
18 novembre 2024 - 10:00
26 novembre 2024 - 16:00