إسماعيل الطالب علي
"مالك واش مقطوع".. "هذا راه مرمضن".. "إلى ماقادرش متصومش"..عبارات وأخرى من هذا القبيل تردد على مسامعنا كثيرا طيلة أيام رمضان بصيغ مختلفة تارة بأسلوب حضاري وكثيرا بشكل سوقي وبذيئ يضظر معها الصائمون لسماعها، لدرجة أنهم يجدون أنفسهم بعد ذلك غالبا أمام مشادات قد تتحول إلى عراك أو حتى جريمة قتل في نهار رمضان.
هاته العبارات بمختلف تلاوينها، الجميع يعلم أنها لا تقال لذاك غير القادر على الصوم، أو الذي انتفت فيه شروط الصيام كالمجنون، وفاقد العقل، والصبي قبل البلوغ، والمرأة الحائض، أو المريض أو المسافر.. لا لا.. وإنما هم أناس وجب عليهم الصوم، ولكن صيامهم يرتبط بممارسات الأذى للغير .. كأنهم صائمون رغما عنهم فتجدهم يثورون في وجه اللاشيء، لسبب أو بدونه.
ينتظرون تلك النقطة التي ستفيض كأسهم، فيما يسمونه المغاربة بـ"الترمضينة" التي تنتشر في شهر رمضان كسلوكات فردية يطبعها العنف والسباب وتبادل الضرب بين الصائمين، في حين أن رمضان بريء منها براءة الذئب من دم يوسف، كونها تتنافى والمقاصد الشرعية، في شهر يتسم بالغفران والتواب وتزكية النفس وترويضها على الصبر والتحمل.
هذه "الترمضية" مردها انقطاع المرء عن الأكل والشرب أو مواد مخدرة مدمن عليها، تجعله طيلة فترة الصيام منفعلا، ما يدفعه لإنتاج سلوكات يطبعها الأذى للغير.. فلما الصوم إذن ما دامت الغاية منه غير حاصلة في هذا الباب؟!
لا تصوموا!
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00