إسماعيل الطالب علي
نظل في "التهافت" ارتباطا بالتدوينة رقم 0 حول حمى الاستهلاك في رمضان، ولكن هذه المرة حديثنا عن "رجال الدين" إن صح التعبير، أو بمعنى أدق أئمة المساجد.
لا أحد ينكر ونحن في رمضان، شهر العبادة والغفران، أن لأئمة المساجد دور هام جدا في هذه المنظومة الرمضانية التي تحفل بكثير من المحاسن وبعض من المساوئ المبتدعة.
ترى الكثير من "المسلمين المغاربة" الراغبين في أن تسمو روحهم وتخشع قولبهم عند تلاوة القرآن في صلاة التراويح، يقطعون مسافات بحثا عن أئمة لهم أصوات نيرة وتلاوة خاشعة، فتجدهم لا يبالون ببعد المسافة ولا لشيء آخر، وصوب أعينهم رغبة الاستمتاع بصلاة كلها تدبير وخشوع.
في مغربنا الحبيب الذي حبانا الله به وبأئمة وحفظة قرآن لهم ملكات صوتية رائعة، إلا أن الملاحظ أنه وكلما اقترب رمضان، تجدهم يشدون رحالهم نحو مساجد أوروبية، لأداء صلاة التراويح لفائدة مغاربة المهجر، ليظل قلة منهم يؤدون واجبهم في المغرب وخلفهم طوابير من المصلين داخل المسجد وخارجه.
وفود الأئمة والوعاظ والمرشدات المغاربة يتهاتفون إلى مختلف المساجد وأماكن العبادة الإسلامية بالدول الأوروبية، لإمامة الصلاة وإلقاء المحاضرات، بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لم يكن وليد اليوم، وإنما منذ زمن قريب، بحيث سنة عن سنة.. أضحى آلاف من الأئمة المغاربة ينتظرون بفارق الصبر والترقب حلول شهر رمضان، من أجل أن يتم اختيارهم من أجل مواكبة وإشباع الحاجيات الروحية في رمضان لمغاربة "الشتات".
المثير للانتباه هنا، أننا أمام الوضع، لا نكاد نجد أئمة يتطوعون لأداء الواجب والتوجه لبعض الدول الإفريقية والمناطق النائية من دول العالم الثالث لفائدة الجالية المغربية المقيمة فيها، خصوصا أننا من هناك من المناطق في العالم التي بعضها لم يصلها بعض الإسلام!! فيما خلاف ذلك، نجد آلاف رجال الدين يتطوعون لأداء الواجب نفسه لكن في دول ومناطق أوروبية؟!
نترك السؤال مطروحا، دون تقديم إجابة، حتى لا نعطي حكم قيمة!! الإجابة لكم.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00