إسماعيل الطالب علي
محلات ومتاجر ممتلئة عن آخرها، وأسواق تكاد تنفجر من كثرة الزحام، وكأن البضائع والمنتوجات ستنتهي مدة صلاحية إنتاجها ولن تعد تصدر أو تطرح في السوق، هكذا هو الحال عليه هاته الأيام استعدادا لشهر رمضان الأبرك الذي يستقبله المسلمون المغاربة بكثرة من الإيمان إلى جانب مزيد من التهافت على المواد الغذائية.
تهافت من قبل المواطنين يقابله التهاب في أسعار المواد الاستهلاكية في رمضان، لنرى الأثمنة ترتفع بشكل متزايد باعتبارها نتيجة حتمية لقانون العرض والطلب، والسبب في ذلك، ما هو إلى تهافت مواطنين يروا في قدوم شهر رمضان مدعاة لاقتناء ما يحتاجونه زيادة عن اللزوم من مواد استهلاكية.
هي إذن، أمام هذا "التهافت" فرصة يغتنمها التجار للزيادة في الأثمنة والأسعار ضمن نطاق "حرية الأسعار"، في مواجهة "حمى الاستهلاك".
المثير للانتباه هنا، أن اقتناء المنتوجات، لا يكون فقط في بداية أو مستهل شهر رمضان، وإنما طلية أيامه، ما يبصم بشكل حتمي على نقطة أن الطلب أكثر من العرض، الأمر الذي يسهم بما لا يدع مجالا للشك في ارتفاع الأسعار، هذا من جهة، لكن من جهة أخرى تطرح إشكالية، لما هذا التهافت في شهر بالمنطق المعقول لا يحتاج إلى مواد استهلاكية أكثر بالمقارنة مع سائر الأيام الأخرى في السنة؟
بمعنى آخر، كيف يعقل أن نجد أسواق مملوءة عن آخرها نساء ورجالا وأطفالا، الكل يشتري ويشتهي، في شهر يوصي بتقويض هاته الشهوة!! لما هذا القلق المتزايد الذي يعريه حلول هذا الشهر العظيم في نفوس المواطنين ومخاوف عدم وجود مواد غذائية ليقتنوها؟!.
خلاصة القول، أنه جراء الإسراف في شراء الأغذية في هذا الشهر، تحول رمضان إلى شهر استهلاكي بالمقام الأول، كما لو تم تناسي أن من مقاصده ترويض النفس على الصبر والتحمل.. فهل نرى ذلك، ونحن كأننا جوعى!
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00