إسماعيل الطالب علي
احتشد عدد من العمال والمستخدمين التابعين لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، في شارع الجيش الملكي بمدينة الدار البيضاء، صبيحة يومه الأربعاء، للاحتفال بفاتح ماي الذي يصادف عيد العمال، والذي يأتي بعد الاتفاق الذي توصلت إليه النقابات مع الحكومة والذي يهم رفع الأجور.
هجوم "لاذع" للحكومة
ميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، وخلال كلمة له بمناسبة هذه التظاهرة وجه سهام النقد إلى الحكومة وأرباب العمل، قائلا إن "الخلاف بيننا جوهري، ويتعلق بمستقبل العلاقات المهنية والوطن".
وشدد على أنه "بقدر ما تعتبر الطبقة العاملة أن مصلحتها مرتبطة بمصلحة الوطن، بتنميته وباستقراره، وبالحفاظ على توازناته وتماسكه... وأن هذا يتطلب وجود أطراف اجتماعية، ذات مصداقية، وتتوفر على إرادة سياسية حقيقية لخدمة المصلحة العليا للوطن والمواطنين، بقدر ما تسعى الحكومة وأرباب العمل إلى إضعاف الحركة النقابية، اعتقادا منها، أنه السبيل الأمثل لتحقيق أهدافها الفئوية، أو الطبقية".
ويضيف المتحدث، "إنها العقلية التي أدت إلى الوضع الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي الحالي، والى فشل النموذج التنموي المعتمد، وإلى المزيد من الإقصاء والتهميش، وتعميق الفوارق الاجتماعية والطبقية والمجالية، وارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي، وضرب التماسك الاجتماعي والمجتمعي، وتهديد الاستقرار والسلم الاجتماعي".
وهاجم موخاريق بشكل "لاذع" حكومتي حزب العدالة والتنمية، حيث قال: "لا غرابة إذن أن تجهز الحكومة الحالية، بنسختيها، القديمة/ الجديدة، على الخدمة العامة، وتعمل على تفكيك الوظيفة العمومية، خاصة بقطاعي التعليم والصحة، وذلك عبر فرضها للعمل بالعقدة في أكبر قطاع استراتيجي، زيادة على إدخال المعايير المعتمدة داخل المقاولة، في مجالات التشغيل، والترسيم، والترقي، مع أعمال المرونة في أقصى درجاتها".

"عيد العمال" بطعم الدفاع عن الحريات
"موخاريق" الذي خصص حيزا كبيرا من كلمته للتنديد بالانتهاكات الجسيمة التي تطال الحرية النقابية، والحق في التنظيم، شدد على أن "الحرية النقابية جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان الأساسية، ومرتبطة بشكل متين بالحريات العامة، وبالمبادئ والقيم الديمقراطية، بل بالمجتمع الديمقراطي".
وأضاف المتحدث أن الاتحاد المغربي للشغل، يتضامن مع مختلف الاحتجاجات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي، المنتشرة عبر ربوع الوطن"، مجددا رفضه "لجوء الحكومة للمقاربة الأمنية والقمعية، وتعنيف المحتجين سلميا، كما وقع للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد".
ويعتبر الاتحاد حسب المتحدث، أن تجاوز الاحتقان الاجتماعي، يتطلب التعجيل بالاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة للفئات والتعبيرات الاجتماعية والمدنية المختلفة، والتعجيل بإطلاق سراح معتقلي الحِراكات الشعبية بالحسيمة وجرادة وباقي المدن.
موخاريق في كلمته بالمناسبة أمام حشد من أنصاره بمدينة الدار البيضاء، من جهة أخرى، اعتبر أن اتفاق 17 أبريل، لا يرقى إلى تطلعات وانتظارات الطبقة العاملة المغربية، لكنه يشكل تقدما نحو الأمام، مقارنة مع عرض الموسم السابق، وأنه مجرد مرحلة من أجل انتزاع المزيد من الحقوق والمكتسبات.
فاتح ماي بحضور "باهت"
على غير عادتها، وبالرغم من توافد العشرات من العمال والنقابيين إلى جانب مواطنين، إلا أن تظاهرة عيد العمال لنقابة الـUMT، تميزت بحضور "باهت" مقارنة بالسنوات الفارطة، ما يدل على أن التعبئة لم تكن كافية قبل هذه التظاهرة السنوية.
ووقف العمال الذين حجوا من مدن مجاورة ينتمون إلى نقابات قطاعية مختلفة تابعة للاتحاد على مستوى شارع الجيش الملكي، رافعين شعارات ولافتات تدعو إلى "الحرية والعدالة والاجتماعية"، و"عدم قمع الحركات الاحتجاجية في الريف وجرادة وباقي المناطق"، وإطلاق سراح المعتقلين".

23 décembre 2025 - 15:00
19 décembre 2025 - 09:45
18 décembre 2025 - 10:44
16 décembre 2025 - 17:00
14 décembre 2025 - 15:00
ضيوف المواطن
عندكم 2 دقايق19 décembre 2025 - 21:30