أمال الزروالي - متدربة
هجرة الكفاءات أو هجرة الأدمغة بالمغرب. موضوع أضحى يؤرق الجميع. شباب من مختلف الأعمار، ومختلف الكفاءات العلمية، قرروا بين فترة وأخرى الهروب من بلدهم الأم نحو الخارج. بغرض البحث عن مسار مهني وبيئة مناسبة تقدر كفاءاتهم وتحفزهم أكثر على العمل.
عدد من أدمغة هذا الوطن، قدموا استقالتهم بهدف "الهروب" من المغرب نحو بلد أوروبي، وخير مثال الأطباء الذين قرروا تقديم استقالة بالجملة في الأيام الماضية والهروب إلى مستقبل مشرق (على حد اعتقادهم).
دراسة في الموضوع نشرتها الجامعة العربية بخصوص هجرة الأدمغة، كشفت أن حصة الأسد في هذا "الهروب" تعود للمغرب. حيث أحصت الجامعة، حوالي 200 ألف كفاءة مغربية في مختلف المجالات اختاروا سنويا العمل خارج بلدهم.
في السياق ذاته، كان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، قد أوضح أن أكثر من 600 مهندس يغادر المغرب سنويا، معتبرا أنها ظاهرة دولية لا تقتصر فقط على المغرب.
ومن جهة أكد عبد الرحمن، وهو شاب في الثلاثينيات من عمره، قاطن بالديار الفرنسية حاليا، أن وجود فرص الشغل المتاحة خاصة في مجال الإعلاميات وكذا جودة العيش هي الدافع الأساسي الذي ساهم في اتخاذه قرار الهجرة، مضيفا أن المغرب أصبح يستنزف طاقات شبابية التي بدورها أساسا المساهمة في رفع النمو الاقتصادي للبلد.
وأشار عبد الرحمن، وهو مهندس في الإعلاميات، خلال تصريح لـ"مواطن"، إنه قرر الهجرة إلى فرنسا سنة 2017، نظرا للفرص المتاحة في مجال الإعلاميات هناك، والاختيارات المتعددة في المجال وفرص التعلم المتعددة مقارنة مع بلده المغرب.
وعن سبب اختياره الهجرة إلى فرنسا، أوضح المتحدث أن اختياره لهذا البلد جاء "بحكم قربها الجغرافي للمغرب وما توفره من سهولة التنقل، بالإضافة إلى التقارب الثقافي بين البلدين، ما سهل من مهمته في اكمال مسيرته المهنية، وفي حديثة عن فكرة العودة إلى بلده الأم، قال" يستحيل العودة إلى المغرب".
فيما ذلك، قال الدكتور عبد الجبار شكري أستاذ باحث في علم الإجماع. "إن المهاجر المغربي الذي يتميز بكفاءات عالية تتربى داخله طموحات كبيرة"، فهو يحاول جاهدا البحث عن ذاته ويسعى إلى تحقيق "ما هو أفضل دائما وتكون لديه تطلعات كبيرة نحو المستقبل، فيكتشف أن بيئة بلده لا تبالي بتطلعاته ولا طموحاته، الأمر الذي يجعله يفكر بالهجرة إلى الخارج".
واعتبر عبد الجبار شكري، أن آلاف الأطر العليا يقدمون استقالاتهم ويقررون المغادرة إلى الخارج، لأن بلدهم الأم لا تقدر قيمتهم الفكرية والعلمية على عكس البلدان الأخرى التي تسعى إلى استقطاب مثل هذه الأدمغة. من أجل تطوير اقتصادهم وتجارتهم، فالبلدان الأجنبية تقدر الكفاءات وتصرف ميزانية ضخمة عليها، في حين نجد المغرب لا يعيرها أي اهتمام.
"ولا نغفل أيضا عن الجانب النفسي لدماغ المهاجر، فبالرغم من المستوى الفكري الرفيع الذي يمتاز به إلا أنه يشعر بعدم الاستقرار النفسي الداخلي ببلده، ويحس أنه يعاني من التهميش والإقصاء داخل وسط العمل والأسرة، فتتكون في داخله هشاشة نفسية، وتتربى لديه فكرة الهجرة نحو الخارج".
بجانب ذلك، يؤكد المتحدث ذاته، أن المغرب لديه باحثين ومخترعين ومهندسين وأطباء ذات كفاءات عالية، إلا أن أجرهم المادي جد ضعيف وهذا راجع لسياسة الدولة التي لا تعطيهم أي قيمة، لذلك تصبح الأدمغة هدفها الوحيد هو الهجرة نحو البلدان الأخرى التي تستقبلها، فيتم تفريغ المجتمع من الكفاءات العليا ويتزعزع النمو الاقتصادي للبلاد.
بدوره يتفق الباحث الاقتصادي، محمد الشقري، مع فكرة الباحث الاجتماعي عبد الجبار شكري، بحيث أوضح أن النمو الاقتصادي للبلاد في موقف محرج، خصوصا أن ازدياد عدد الشباب المهاجرين في ارتفاع مهول، وذلك في ظل غياب الظروف الملائمة لعمل أفضل وبأجر عالي بالمغرب، على عكس البلدان الأخرى التي تقدر وتشجع الطاقات الشبابية.
فالمغرب يعمل على تصدير العقول والأدمغة للبلدان الأخرى التي تستفيد منها من أجل تطوير تنميتها الاقتصادية، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على المجتمع المغربي في تحقيقه التقدم والازدهار في مختلف المجالات، لذلك وجب على الحكومة إيجاد حل سريع للحد من ظاهرة هجرة العقول.
23 décembre 2025 - 15:00
19 décembre 2025 - 09:45
18 décembre 2025 - 10:44
16 décembre 2025 - 17:00
14 décembre 2025 - 15:00
ضيوف المواطن
عندكم 2 دقايق19 décembre 2025 - 21:30