و م ع

أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب فصولها على الإطلاق.
وأوضح أبو الغيط، خلال الاجتماع ال 12 لمجلس أمناء "مؤسسة ياسر عرفات"، أمس الأربعاء بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، أن القضية الفلسطينية "تمر بأصعب فصولها على الإطلاق، وثمة محاولات نرصدها ونرفضها ونستنكرها، لتقويض الركائز التي قامت عليها هذه القضية وتفريغها من محتواها القانوني والسياسي، وتحويلها إلى مجرد أزمة إنسانية أو مشكلة معيشية تحل ببعض الإجراءات الاقتصادية هنا وهناك".
وأضاف أن "هذه المحاولات لن تنجح ولكن كشفها ومواجهتها يتطلب منا جميعا يقظة كاملة وعملا متواصلا من أجل الحفاظ على حالة الإجماع الدولي المساند للحق الفلسطيني المشروع في الاستقلال، وإقامة الدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشار إلى أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومنذ البداية، يفتقر إلى التكافؤ، فهناك طرف يمارس الاحتلال والقهر، مدعوما بآلة عسكرية وقوة دولية كبرى تسانده وتقدم له مظلة الأمان التي تكفل له الإفلات من العقاب مهما أمعن في الإجرام والخروج على القانون، وثمة طرف ليس أمامه من طريق سوى التشبث بالأرض والحفاظ على الوجود وعدم التفريط في حلم الاستقلال، مضيفا "إنها معادلة مختلة، غير أن قوة الشرعية الأخلاقية للقضية الفلسطينية وعمق المساندة والدعم الدوليين للشعب الفلسطيني يعوضان هذا الاختلال الهيكلي".
ولهذا السبب، يضيف أبو الغيط، تسعى دولة الاحتلال اليوم إلى تقويض هذه الشرعية الأخلاقية والسياسية، وتعمل،بالتناغم مع الإدارة الأمريكية الحالية، على التشكيك في عدالة القضية وتحاول جاهدة اختراق أوساط وتكتلات دولية كانت إلى وقت قريب تمثل رصيدا مضمونا لتأييد القضية الفلسطينية.
وتابع "إننا جميعا نرصد هذه الاتجاهات الخطيرة، ولكننا نلاحظ أيضا أن المجتمع الدولي، في كتلته الغالبة، لا زال رافضا لهذا المنطق المدمر لأي أفق سلمي، فالمجتمع الدولي يعرف أن تقويض حل الدولتين يعني قتلا لكل أمل لدى الفلسطينيين، ودفعا للمنطقة كلها في اتجاه العنف والتطرف"، داعيا إلى ضرورة السعي نحو توسيع دائرة هذا التأييد الدولي والعمل على الحفاظ على قابلية حل الدولتين للتطبيق في المستقبل.
وسيتم خلال هذا الاجتماع السنوي تقديم تقرير مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات ، وكذا تكريم شخصيات بارزة من إيطاليا وجنوب إفريقيا. ومؤسسة ياسر عرفات، مؤسسة مستقلة وغير ربحية تأسست في 2007 بهدف المحافظة على تراث الرئيس الراحل ياسر عرفات وتخليد ذكراه لدى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والصديقة، والقيام بنشاطات خيرية وإنسانية واجتماعية وأكاديمية.