بلخير سلام
يبدو أن درجات انشغال الرأي العام المغربي، لاسيما منه الرياضي، صارت في ارتفاع متزايد مع تناسل أنباء حول رحيل المدرب الفرنسي هيرفي رونار عن المنتخب، في ظل غياب أي توضيح يذكر من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع.
وبينما يشكل المنتخب الوطني لكرة القدم إحدى "القضايا المهمة" لدى المغاربة، فإن جامعة الكرة صارت ملزمة بتقديم توضيحات، بدل ممارسة صمت مشابه لـ"صمت أهل القبور"، كما لو أن الأمر لا يعنيها، خاصة وأن أول مباراة رسمية لمنتخب "الأسود" برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، ستجرى يوم 7 شتنبر المقبل، وما يتطلبه ذلك من تحضيرات قبلية، انطلاقا من شهر غشت، الذي صار حلوله يقترب أكثر، في ظل الرهان المغربي على التتويج بلقب كأس إفريقيا، وتأكيد المشاركة في كأس العالم المقبلة لسنة 2022، علما أن المرحلة القادمة والممتدة إلى غاية 2022، ستشهد ثلاث محطات أساسية، وهي "الكان 2019" و"الكان 2021" و"مونديال 2022".
ورغم أن الوقت بات يزحف أكثر على هذه المواعيد، كما مواعيد أخرى، فإن جامعة كرة القدم ورئيسها لقجع صارا يبدوان وكأنهما خارج الزمن، لاسيما أن رونار فضل، اليوم (الثلاثاء)، أن يخرج بتدوينة فايسبوكية محملة بكثير من الغموض، على غرار غموض جامعة لقجع، دون أن يقدم توضيحات، وكأن المدرب الفرنسي أصيب بعدوى "الغموض واللاتوضيح" المعروفة لدى المسؤول الجامعي المغربي ومن يدور في فلكه.
"لن أنتقل إلى أي منتخب إفريقي احتراما للمغرب وللجماهير المغربية".. هذا ما قاله رونار عبر تدوينته الفايسبوكية، وبعدها التزم الصمت، دون أن يكشف بوضوح طبيعة مستقبله مع المنتخب المغربي، وهو ما قد يوحي بأنه قد يغادره في اتجاه منتخب غير إفريقي، خاصة في ظل حديث عن مفاوضته من طرف اتحادات كروية أخرى، غير إفريقية، من قبيل مسؤولي قطر والإمارات، وربما الصين أو اليابان، في انتظار أن ينطق "ناطقو" جامعتنا الملكية الكروية.
والحال أن فوزي لقجع لم يكلف نفسه الوفاء بوعده إزاء المغاربة بخصوص مستقبل رونار مع المنتخب المغربي، حتى الآن، عندما قال الرجل في تصريح تلفزيوني، غداة إجراء المباراة الثالثة والأخيرة لمنتخب "الأسود" ضد إسبانيا، يوم 25 يونيو الماضي، برسم مونديال روسيا 2018: "سنجالس المدرب رونار، في القريب، من أجل تقييم أداء المنتخب الوطني المغربي في مونديال روسيا، وحسم مدى استمراره مدربا للفريق من عدمه".
واعتبارا للتاريخ المتزامن مع "وعد لقجع"، فقد مرت أزيد من ثلاثة أسابيع، ليتحول ما أسماه رئيس الجامعة "في القريب" إلى 22 يوما بالتمام والكمال، ويبدو أن المدة الزمنية مرشحة للارتفاع إلى شهر، وربما أكثر، من يدري، طالما أن لا شيء في الأفق يوحي، حتى الآن، بتحديد وقت معين لعقد جلسة بين لقجع ورونار، لاسيما في ظل تناسل أخبار تفيد استعداد المدرب الفرنسي للرحيل صوب وجهة أخرى غير معلومة.
ويبدو أن الجامعة الملكية لكرة القدم وكأنها تصر على تجسيد الغموض بشأن علاقتها مع رونار، ومدى استمراره من عدمه، باكتفائها لغاية الأسف بالقول، عبر بلاغ، قبل أيام، بأن عقد الجامعة ورونار يستمر إلى غاية 2022، واصفة بلاغها بـ"الرسمي"، مع أنه لا يحمل أي جديد، طالما أن المعلومة يعرفها العام والخاص، وبالتالي فإنها لا تشكل مصدر إقناع لدى الجمهور المغربي بخصوص حسم مستقبل رونار.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فحسب، بل حتى عندما اتصل موقع "مواطن"، زوال أمس (الاثنين)، لاستقاء ما يشبه التأكيد، بما يسمى "الناطق الرسمي باسم جامعة الكرة"، محمد مقروف، فإن الأخير اكتفى، بدوره، بترديد هذه "اللازمة المكررة"، عندما قال: "العقد الذي يربط الجامعة ورونار يمتد إلى غاية سنة 2022، وحتى هذه اللحظة، لا جديد يذكر بشأن المدرب هيرفي رونار"، ليبدو "الناطق الرسمي الجامعي" بمثابة "صامت رسمي" على نحو رئيسه "لقجع الصامت والصائم عن الكلام"، خاصة في الأيام الأخيرة، كما لو أنه يريد أن يكشف للصحافيين بعضا من أسرار الدولة.
ولم يجد مقروف، "الناطق الصامت"، في معرض تصريحه لـ"مواطن"، أدنى حرج في القول: "ما يتداوله الجزائريون يبقى شأنهم، ويعنيهم لوحدهم"، دون أن يكلف نفسه عناء كشف ما يعني المغاربة بخصوص ما صار يعرف بـ"قضية الجامعة ورونار"، ارتباطا بما تداولته منابر إعلامية جزائرية حول "قرب حسم توقيع هيرفي رونار للاتحاد الجزائري من أجل إشرافه على منتخب الخضر".
بالله عليكم، أليس هذا هو العبث بعينه، وقد صرنا كما لو أننا نستورد الأخبار المتعلقة بقضايانا الكروية، كما غيرها، من خارج الحدود؟..
أليس هذا استهثارا بالمسؤولية الملقاة على عاتق مسؤولي الشأن الوطني، بمن فيهم مسؤولي جامعة الكرة، برئاسة لقجع؟.. والحال أنهم ملزمون بإفادة المغاربة بكل ما يتعلق بمنتخبهم.
وفي انتظار الذي قد يأتي أو لا يأتي من توضيحات جامعية، بشأن "مدى استمرار رونار من عدمه مع الأسود"، فليس لنا، والله، سوى الاكتفاء بالبقاء في غرفة الانتظار.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00