مصطفى أزوكاح
كان الله في عون التلاميذ الذين حصلوا على شهادة الباكالوريا..
الناجحون في الأعوام الأخيرة، لا يفرحون بالنجاح، بل يسألون عن المعدل.. 13.. لم تعد تكفي السائل.. يفترض في المحظوظين أن يحصلوا على أكثر من ذلك..
الآباء أنفسهم لم يعودوا يفرحون بالنجاح، بل يسألون عن المعدل.. هم ثقيل يجثم على صدورهم.. كان الله في عونهم.. فد رسخ في الأذهان أن المعدل هو المقياس.
من يفرض على الجيل الجديد من الناجحين في الباكالوريا معدلا لا يمكن أن يقيل عن 15؟ إنه الجيل القديم..
هذا الجيل " القديم" الذي يعذب الجيل الجديد بمطالبته بمعدل مرتفع، نجح أغلبه ب" مقبول".. ومن ذلك الجيل من أضحوا خبراء في " السقوط"، قبل أن ينالوا شهادة الباكالوريا..
خبر يسري في الحي.. إنه الحدث.. الذي يدخل التلميذ عالم الكبار.. فلم يعد قاصرا في نظر والديه والمجتمع.. الباكلوريا تكريس حقيقي للناجحين.
لم يكن أحد يسأل عن المعدل.. الآباء كانوا مطمئنين.. فالأبناء سيدخلون الجامعة التي كانت جامعات حقيقية.. ويحصلون على البورس..
لماذا يريد الجيل القديم، الذي تعلم في المدرسة العمومية، حرمان الجيل الجديد من فرحة النجاح؟
أفترض أنه يريد أن يحافظ على وهم التفوق.. هذا الجيل القديم، الذي استفاد من " لاسانسور الاجتماعي"، الذي كان دائم الصعود، قبل أن يتعطل منذ أضحت الدولة تنظر إلى التعليم باعتباره عبئا ثقيلا..
هذا الجيل القديم يقول للجيل الجديد: " في وقتنا كان الخبز بنين".. ويحدثه عن بطولات وفتوحات، حقيقة ومختلقة، في زمن كان فيه لون السماء " مقرطسا"..
الكثيرون يتباهون بانتمائهم للماضي " الجميل".. كي يخفوا فشلهم في أن يكونوا القدوة والنموذج للجيل الجديد، الذي يقبل على الحياة بدون " بارشوك" قيمي، يمكن أن يهتدي به في هذا العالم..
ربما كان " الخبز بنين"، لأن المدرسة العمومية تعلم.. الدولة لم تكن تعتبر التعليم عبئا، تريد التخلص منه، بل كان تصرف عليه بسخاء.. قبل أن تضيق به وتجد المبرر في التقويم الهيكلي السيء الذكر..
لم يكن التلاميذ الناجحون ينشغلون بالمعدل.. فالمدارس العليا كانت مفتوحة أمام المتفوقين بالمغرب وفرنسا.. والجامعات كانت تتيح فرصا للنجاح.. الآباء كانوا فخورين بالأبناء الذين وردت أسماؤهم في الجريدة ضمن الناجحين.
تلك الجريدة التي تحتفظ بها الأمهات ضمن الذكريات الغالية.
ولاعزاء للجيل الحالي..
الدولة لم تعد تتحرج في التعبير عن ضيقها بالإنفاق على التعليم العمومي، الذي ترى أنه لا يستجيب لسوق العمل..وكأن خريجي ذلك التعليم ليسوا ثمرة السياسة التي ارتضتها الدولة لهم في هذا المجال.. تلك الدولة التي لا تمانع من الانسحاب من ذلك التعليم..
مرحى بالقطاع الخاص وتجاره.
مبروك للناجحين والأفضل لم لم يوفق أن يردد " ما تديرش ما تخافش".. مادام النجاح لم يعد ذا معنى بدون معدل.. معدل قد ينفخ فيه بالغش والدروس اللصوصية.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00