مصطفى أزوكاح
حق لنا في المغرب، أن نغضب بسبب، الوجه غير الشقيق، الذي كشف عنه صاحب القرار الرياضي السعودي، عند التصويت على من سينظم كأس العالم في 2026. فقد كان مفهوما، من منطلق حرية قرارها السيادي أن تبدى، السعودية، ميلها للملف الثلاثي، وتصوت له، لكن أن تضغط وتدعو دولا أخرى إلى عدم التصويت للمغرب، فهذا ما لم يستسغه الكثيرون.
موقف صاحب القرار الرياضي في السعودية أو الإمارات أو البحرين أو الكويت...، التي لا تملك زمام قرارها في هذا الأمر وغيره، خاصة عندما تكون في مواجهة رئيس مثل دونالد ترامب، يثبت أن لا أشقاء ولا إخوة عربا، عندما تحضر المصلحة التي أضحت الفيصل في الكثير من المواقف والمبادرات، حتى في القضايا الكبرى المصيرية.
اعتبرها" خيانة" أو" طعنة" أو" خذلان"… وما شئت من الأوصاف التي تعبر عن خيبة الأمل، لكن لا بد من الإقرار أنه لا صداقات عندما تحضر المصلحة بين الدول، إلا أن تكون على رأسها نخب سياسية، متشبعة بتقاليد راسخة في الوفاء لقيم تعلي من شأن الصداقة.. وهذا ناذر في ووقتنا.
الآن، وبعد الذي حدث، يتوجب على المغاربة أن يطووا صفحة موقف الدول العربية والخليجية، والبحث عن العوامل الذاتية، التي جعلت الملف المغربي غير مقنع، خاصة أن الفرق في الأصوات، كان كبيرا. ف69 صوت كفرق، لا يمكن أن يفسر فقط، بضغط السعودية أو تهديد دونالد ترامب للدول التي لا تصوت للملف الثلاثي.
صحيح أن السياسة حاضرة في التصويت. لم تحضر فقط في تصويت دول عربية، بل حكمت، حتى تصويت دول أوروبية، التي كان البعض يراهن على أن ترد، عبر التصويت على الملف المغربي، على غطرسة ترامب الذي مافتيء يتحدى تلك الدول عبر الحمائية ونقض الاتفاقيات والقرارت المحرجة التي تأتي على سكل "تغريدات" عبر تويتر .. لكن ذلك لا يمكن أن يفسر كل شيء.
بعد الفشل للمرة الخامسة.. يتوجب على المغرب أن يستخلص الدروس من هذا الأرشيف الثقيل الذي تكون لديه.. وبلورة تصور للمستقبل، مادام القرار قد اتخذ من أجل الترشح لتنظيم كأس العالم في 2030.
اليوم تعد السلطات التي يهمها الأمر، بالمضي في إنجاز المشاريع التي التزم بها المغرب في ملف الترشيح الأخيرة. ونتذكر أنه في كل مرة، كان يفشل فيها المغرب، يجرى التصريح بأن الحكومة ستبني الملاعب والبنيات التحتية الضروروية لاستقبال منافسات كأس العالم.
غير أننا نكتشف، بعد الترشح والفشل، أن ملاعب لم تنجز أو أن وتيرة الإنجاز بطيئة.. كما نكتشف مع العالم بأن العديد من البنيات التحتية، لا تستجيب للمعايير الواجبة.. كي نستحق شرف تنظيم كأس العالم… هذا ما يستدعي تغيير طريقة العمل.
يتوجب على المسؤولين الحسم: هل نريد تنظيم تلك الكأس أم لا؟، إذا كان الجواب بالإيجاب، فإنه يجب التخلص من عقلية "الماكيط"، والشروع في إنجاز الملاعب، التي ترقى ببطولتنا الوطنية، والتي يمكن أن تستعمل عند احتضان تظاهرات قارية أو… كأس العالم.
تغيير طريقة التعاطي مع ملف تنظيم كأس العالم وغيره من التظاهرات التي تساهم في إشعاع المغرب.. يقتضى البحث عن العوامل الذاتية التي ساهمت في النجاح والفشل وقول الحقيقة وتقديم كشف الحساب للمغاربة… هذه أول خطوة يجب القيام بها، قبل الترشح مرة أخرى لتنظيم كأس العالم.
مواقف السعودية والدول العربية التي صوتت ضد المغرب، وفرت على المسؤولين تقديم الأسباب التي أجهضت حلم العديد من المغاربة، غير أنه مع ذلك يتوجب تقديم كشف الحساب.. وهذا أقل ما يمكن فعله احتراما لجمهور مغربي شغوف بالكرة ويحلم بأن يرى بلده ضمن كبار هذا العالم.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00