بلخير سلام
بإعلانه لائحة لاعبي المنتخب الوطني المغربي، المرتقب الاعتماد عليهم في مونديال روسيا 2018، يكون المدرب هيرفي رونار قد وضع حدا لكل الانتظارات التي طالت أنصار "الأسود" لحوالي أسبوع، تزامنا مع بدء إعلان مختلف المنتخبات المونديالية للوائحها البشرية، واحدة تلو الأخرى.
وعلى بعد 28 يوما، بالتمام والكمال، على موعد إجراء أول مباراة رسمية لمنتخب "الأسود" في مونديال روسيا 2018، والمقررة يوم 15 يونيو المقبل أمام منتخب إيران، يتعرف الجمهور المغربي على "أسوده"، المزمع أن يراهن عليهم لتشريفه في أكير حدث كروي كوني، لاسيما في ظل وجوده في مجموعة صعبة، بضمها كلا من إسبانيا (بطل العالم) والبرتغال (بطل أوروبا) وإيران أفضل منتخب في القارة الأسيوية.
وتبرز لائحة رونار، المعلن عنها بعد زوال اليوم (الخميس)، كما لو أنها نهائية 100 في المائة، بدليل اقتصارها على 23 لاعبا، وهو العدد المسموح به كـ"لائحة نهائية" من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، مع اكتفاء مدرب المنتخب الوطني بوضع ثلاثة لاعبين ضمن ما أسماه في "لائحة احتياط"، وهو ما قد يخالنا أمام 26 لاعبا بطريقة إجمالية.
ومن خلال العدد 23 أو 26 لاعبا، حتى نقول ذلك تجاوزا، طالما أن الأمر سيان بالنسبة إلى الرقمين المذكورين، فإن واقع الحال قد يجعلنا أمام رقم ضئيل وقابل للجدل والنقاش، وما يتخلل ذلك من هاجس التخوف، لاعتبارات متعددة وموضوعية، وقد يحيلنا على ترقب مغامرة غير محسوبة العواقب في حال حدوث إصابات أو مرض، أو شيء من هذا القبيل، لا قدر الله بالنسبة لبعض اللاعبين.
وبإجراء مقارنة رقمية بسيطة بين عدد اللاعبين المعتمدين من طرف رونار، وبين ما هو معتمد من لدن خصومنا في المونديال، إسبانيا والبرتغال وإيران، من خلال استدعاء مدربيها لـ35 لاعبا ضمن اللائحة الأولية، في انتظار تقليصها إلى 23 لاعبا، كما باقي المنتخبات المونديالية، نتأكد من ضآلة "الرقم المغربي"، ومن خطورته في آن واحد، في حال حدوث طوارئ ليست في حسبان رونار، على ما يبدو.
وبعودتنا إلى تصريحات سابقة لهيرفي رونار، في هذا الشأن بالذات، نستنتج أن الرجل يتناقض مع ذاته؛ ذلك أنه بدا كما لو أنه "يقول الشيء ويفعل نقيضه"، بدليل أنه صرح لقناة "فرانس 24" الفرنسية، قبل أسبوعين، ونقل موقع "مواطن" تصريحه على نحو قوله: "إنه لا يمكن القول إن اللائحة محددة بشكل نهائي، في الوقت الراهن على الأقل"، استنادا منه إلى ما وصفه بـ"هواجس الإصابات وعدم الجاهزية".. ألا يتنافى هذا التصريح مع عدد اللاعبين المنادى عليهم؟.. بالتأكيد الجواب بـ"نعم".
على كل حال، إذا كان رونار يبقى المسؤول التقني الأول والأخير على اختياراته، وطبيعتها العددية والذاتية، فإنه على ما يبدو صار "شبه مبرمج" على لائحة بعينها، ومؤمنا بلاعبين دون غيرهم، لتبدو لائحته أنها كانت جاهزة، منذ أمد بعيد، مع إجراء تغييرات طفيفة قد "لا تغني ولا تسمن من جوع"، وفي اعتقادي أن ذلك يحمل تفسيرا واحدا لا ثاني له، وهو أن "رونار يحاول تجنب إعادة البناء من جديد، وكل ما من شأنه أن يجلب إليه صداع الرأس، بشأن القيام بجهود أخرى مع لاعبين آخرين، في ظل اقتراب موعد المونديال"، وإن كان من المفروض أن يضع بعض الحسابات الأخرى قيد الاعتبار، تفاديا لما قد يحدث من سوء.
بعيدا عن كل هذا، وحتى نبقى في صميم مكونات اللائحة الحالية، يبدو أنها، وكما في حالات سابقة على عهد رونار، تتشكل من تسعة مدارس مختلفة، سبعة منها أوروبية، إلى جانب البطولة الوطنية المغربية والإماراتية، مع الإشارة إلى غيابات ملحوظة، لاسيما في شخص وليد أزارو، نجم الأهلي المصري، وجواد الياميق لاعب جنوى الإيطالي، وسفيان بوفال لاعب ساوثهامبتون الإنجليزي.
ويتصدر الدوري الإسباني لائحة ترتيب اللاعبين المنادى عليهم من حيث العدد، بخمسة لاعبين، متبوعا بالدوري التركي برصيد أربعة لاعبين، وهولندا بمجموع ثلاثة لاعبين، كما هو الشأن بالنسبة إلى البطولة الوطنية المغربية، ثم فرنسا وإيطاليا بلاعبين من كل منهما، مقابل لاعب واحد قادم من كل من إنجلترا وألمانيا وبلجيكا والإمارات، دون احتساب اللاعبين الثلاثة المنادى عليهم كدوليين احتياطيين محسوبين على دوريات فرنسا وهولندا وإسبانيا.
على أي حال.. بالتوفيق للمنتخب الوطني في مونديال روسيا 2018.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00