موسى متروف
لا بد أن رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني يحب مقاعد الدراسة، لذلك "لبّى" دعوة شعبة القانون العام والعلوم الإنسانية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أگدال بالعاصمة الرباط (قبل تأجيل اللقاء)، ليقدم، يوم الأربعاء 18 أبريل 2018، حصيلة حكومته بعد مرور سنة على تنصيبها، "في تقليد غير مسبوق"، على حد تعبيره.
لقد رأينا كيف خاطب العثماني تلاميذ السنة الأخيرة من "الباكلوريا" هذا العام بالدار البيضاء، يوم 10 مارس الماضي، وكشف لهم أنه حصل على "الباكلوريا" بميزة لا تتجاوز "مقبول"، لكنه أوضح لهم، ضمنيا، أن ذلك لم يثنه عن الاجتهاد، حتى مع الاعتقال في درب مولاي الشريف، ليصل إلى ما أراد وهو الدكتوراه في الطب، وإلى ما "لم يرد" وهو رئاسة الحكومة!
أكيد أن العثماني يحب العلم وطلبته، فدراساته العليا لوحدها تمت في أربع مؤسسات أكاديمية!
لقد ألف العثماني مدرجات كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، حتى حصل على الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، قبل أن يحصل على دبلوم التخصص في الطب النفسي سنة 1994 بالمركز الجامعي للطب النفسي بالمدينة ذاتها.
وفي الوقت الذي كان يدرس الطب، ألف مدرجات كلية الشريعة بآيت ملول حتى حصل منها على الإجازة في الشريعة الإسلامية سنة 1983.
وألف مدرجات دار الحديث الحسنية بالرباط حتى حصل منها على شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987، قبل أن يألف مدرجات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ويحصل منها على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية في سنة 1999....
و"إيلاف" العثماني لهذه المدرجات أُدرجه تجاوزا، لأنه لم يكن من المفروض فيه أن يلازم تلك المدرجات بحضور جسدي، يكاد يكون مستحيلا، في وقت كان يدرس بمؤسسات مختلفة، أو بالأحرى يحضّر فيه أبحاثه بكل تلك المؤسسات، فضلا عن كونه قضى فترة من الاعتقال في ذلك الزمن الرصاصي...
دراسات العثماني جعلت، ربما، آفاقه واسعة، فعندما ولج العمل السياسي داخل الحركة الإسلامية شحذ سلاح "الفقه وأصوله" في دار الحديث الحسنية وفي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وقبلهما كلية الشريعة بآيت ملول... فقهٌ لا بد أنه ساهم في بلورة شخصيته وانفتاحها على الاجتهاد، خصوصا عندما اقتحم ميدانا "ملغّما" وهو "الفصل" بين "تصرفات" الرسول (صلى الله عليه وسلم) بين ما هو "تشريعي" وغير "تشريعي"... حتى اعتبر "علماني الإسلاميين"!
تلك دراسة نفعته في عمله "السياسي الإسلامي"، ولا شك نافعةٌ له في عمله على رأس الحكومة، فضلا عن دراسة الطب العام والنفسي، والتي تجعله يقدّر قيمة "التشخيص" و"تحديد الدواء الناجع"، فضلا عن الإنصات، وهي أشياء تبدو من علامات شخصيته البادية للعام والخاص...
والواقع أن كل ما أشرت إليه لا يهمني، في هذا المقام، إلا من أجل التأكيد لرئيس الحكومة على أهمية التعليم، مقابل استعمال فضاءاته لـ"الترويج" لحصيلة تبقى، على كل حال، متواضعة بالنظر إلى أن الحول بالكاد دار على هذه الحكومة، بعد "بلوكاج" طويل...
أتمنى، خالصا، أن يمسك العثماني "الثور" من "قرنيه" و"يصارعه"، بمساعدة سعيد أمزازي، الرئيس السابق لجامعة محمد الخامس، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الحالي.
ولا يكفي ترديد الحديث عن كون التعليم على رأس الأولويات، بل لا بد من تحريك لـ"السواكن" في هذا المجال الحسّاس الذي يلتهم ميزانية كبيرة جدا، ولا يحصل المغاربة منه، لأبنائهم، إلا على نتائج هزيلة، في القطاع العام، فضلا عن ترك الحبل على الغارب في القطاع الخاص الذي لا فضل له غير ملء الفراغ!
آن الأوان لخلق رجة كبيرة في التعليم، ولكن ليس على طريقة الوزير السابق أحمد اخشيشن، حيث صُرفت الملايير من أموال الشعب على برنامج استعجالي لم "يفلح" إلا في زيادة الأمور استفحالا!
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00