موسى متروف
المغاربة يتفاءلون عموما بالرقم 5، وحتى نجمة العلم الخماسية، أو " الخاتم السليماني المخمس"، كما سمّاها السلطان مولاي يوسف في ظهيره الذي وقّعه في 17 نونبر 1915، والذي "استحدث" بمقتضاه الراية الحالية (بعد أن أُضيفت النجمة إلى العلم الأحمر الذي كان راية العلويين)، انتقلت، وبحضور كبير ووازن، إلى شعار ملف الترشح المغربي لمونديال 2026 لكرة القدم (الذي أثار جدلا على الشبكات الاجتماعية، وهذا موضوعٌ آخر)، وهي إحالة على العلم المغربي طبعا، ولِم لا نتفائل، تجاوزا، بـ"خماسيتها"، ونعتقد، من كل قلوبنا، أن هذه المرة الخامسة حاسمة، بحيث سنحصل على تنظيم الكأس الكونية بعد الاستفادة من أخطاء المحاولات الأربعة السابقة التي لم نتمكن فيها من انتزاع تنظيم "المونديال"، وهي بطبيعة الحال أخطاء ذاتية وموضوعية، يجب الوقوف عليها من طرف فريق مولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم 2026، قصد الاستفادة منها وتجاوزها.
طبعا لن يرفع العلمي شعار "خمسة وخميس" في وجه كل من "يقوّس" على المغرب، أو يشكك في "قوة" الملف المغربي، فالرجل أساسا رجل مال وأعمال، من المفترض أن لا صوت يعلو لديه على صوت البرغماتية والنجاعة والفعالية، وهو يعرف أن عالم الكرة هو قبل كل شيء "بزنس"، يعتمد العلاقات و"اللوبيينغ" والتسويق والإقناع... وقد خبر ذلك، وأكثر، بصفته وزيرا للصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مع استقطاب بعض الشركات العالمية للاستثمار في المغرب، لكن ذلك لا يكفي، في الواقع، لاستنساخ تجربة "جلب الاستثمارات" على جلب تنظيم الكأس العالمية لأول رياضة شعبية في العالم...
صحيح أن العلمي يحمل في حقيبته "أسرارا" قد تضر بتنافسية الملف المغربي إن كشف عنها، وصحيح أن ما طرحه، في ندوته الصحافية، من أهمية الشغف بالكرة والاستقرار (السياسي والأمني)، وتطور البنيات التحتية، والقرب الجغرافي من أوروبا ونظام التوقيت المعتمد في المملكة، وقيم التسامح وحسن الضيافة... كلها قد "تلعب" لصالح المغرب، لكن أغلب هذه العناصر كانت متضمّنة في الملفات السابقة، مع فارق ملموس في عنصر تطور البنيات التحتية، لذلك لا يجب التعويل فقط على هذه العناصر، بل يجب "تعبئة" كل العناصر الممكنة وكل الموارد، بل كل المغاربة، وعلى رأسهم الأحزاب والنقابات ومنظماتها الموازية والمجتمع المدني والرياضي، فضلا عن المؤسسات المعنية، مع تشاطر ما أمكن من المعلومات والأخبار مع كل هؤلاء الأشخاص والهيئات، وليس فقط ما يتعلق بما سيصرف من أموال (في إطار 12 أو 13 مليار سنيتم المعلنة)، ولكن بالموارد البشرية المعبّئة (في فريق العلمي وخارجه) ونوعيتها وطبيعة تحركاتها... كل هذا فقط ليبدو "الشغف" ملموسا رأي العين، حتى يمكن انتزاع تنظيم هذه أو الكأس العالمية، التي إن فقدها المغاربة في 13 يونيو المقبل، رغم الاعتراف بقوة المنافسين، سيشعرون، لا محالة، بإحباط كبير، وربما لن يعودوا قادرين على الثقة في أنفسهم لتقديم ملف لتنظيم مونديال 2030 أو غيره، وعندها لن يكتفوا، كما الآن، فقط بالسخرية من "لوگو" الملف، بل سيطالبون بـ"رأس" العلمي ومحاسبته العسيرة، في إطار المبدأ الدستوري الحالي القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة!
لقد أكد العلمي على أنه فوجئ بوجود كل الكفاءات اللازمة في الفريق المكلف بملف ترشيح المغرب، ولا يتصور وجود أشخاص آخرين في هذا الطاقم وصفه بـ"الطراز الدولي العالمي". صحيح أن الجدول الزمني ضيق، لأن استحقاق 16 مارس لتقديم الملف الكامل للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قريب، تليه لحظة أبريل التي تحل فيها بالمملكة الشريفة لجنة المراقبة التابعة لـ"فيفا"، قبل أن يُطرح الملف في الامتحان الكبير في 6 و7 يونيو، ليحسم في القبول النهائي للملف، قبل التصويت على الترشح في 13 يونيو... لكن لا يجب على رئيس لجنة ترشيح المغرب أن يثق ثقة "عمياء" في كل من يحيطون به من "فريقه"، حتى وإن اقتضى الأمر بعض "التصليحات" في "آلته" التنظيمية، لأن الأمر لا يستهان به، وعليه أن يضمن كل عناصر النجاح لمهمته الجسيمة، التي لا يجب أن يشغله عنها شيء، حتى مهامه الحكومية، التي من أجلها أحاط نفسه بكتاب دولة قادرين على تسيير الأمور الجارية لأسابيع معدودة...
فهل يتحقق حلم المغاربة المتفائلين بـ"خماسيتهم" برؤية رجل المال والأعمال البرغماتية؟
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00