بلخير سلام
"ابحثوا عن رئيس.. حاولوا أن تتوحدوا، والعمل على إيجاد رئيس بشروط قانونية، قبل أن أتخلى عن الرئاسة في جمع عام مقبل، بصفة رسمية..".
بهذه الكلمات الآمرة والماكرة، كما الساخرة والمستفزة، طاب لرئيس الرجاء البيضاوي أن يتحدى ما تبقى من مسمى "برلمان الرجاء"، معلنا نفسه أنه باق في منصب الرئاسة، حتى إشعار آخر.
هكذا خاطب سعيد حسبان منخرطي الفريق، وهو يحسب أدراج منصة الجمع العام، المنعقد ليلة الجمعة/السبت، بإحدى القاعات الرياضية بعين الذئاب، مظفرا بغنيمة النصر في الاستمرار على رأس النادي الأخضر، وفق سيناريو مقدم من طرفه بحبكة "احترافية" أو ما شئنا من أوصاف ونعوت.
وعلى هذا النحو، نجح حسبان في إنهاء جمعه العام العادي بالشكل الذي تمنى وأراد، ووفق المعادلة الحسابية التي هيأها من ذي قبل، ليطرحها خلال اختبار جمع الحسم، دون أن يتمكن أي من معارضيه في التوصل إلى حل ناجع بشأنها؛ بل إن بعضهم وقع في المحظور، وساهم عن طريق الخطأ، ودون أن يحتسب، في منح التفوق لحسبان، بميزة عالية جدا.
ولم يكن هذا المخطئ غير محمد بودريقة، الرئيس السابق للقلعة الخضراء، يا حسرة؛ ذلك أن حسبان، وبينما كان بصدد الحديث عن الدعوى القضائية التي سبق أن رفعها ضد بودريقة، في صيغة استفزازية، فإذا بالأخير يعلن احتجاجه على هذه "النوستالجيا" القضائية، بطريقته الخاصة، ليقرر الأول تسجيل احتجاج مضاد، وبالتالي رفع الجلسة ومغادرة قاعة الجمع العام، مخلفا داخل أروقة القاعة موجة غضب شديدة، حد الهيجان الأخضر، لاسيما أن الجميع كان يتربص بفرصة عقد جمع استثنائي، دون أن يلوي هؤلاء المتربصون على شيء يذكر.
وبدا بودريقة، في تدخله، أو بالأحرى في "ما يشبه التدخل"، في وضعية تسلل واضح، أو كما لو أنه مجرد تلميذ مبتدئ بالأقسام التحضيرية، يتلمس أبجديات تدبير أمور الجموع العامة، عندما أخطأ التقدير بـ"جرة" تعقيب غير محسوب منه، ليستغله حسبان في الوقت المناسب، منقضا على غريمه بالضربة القاضية، بعد أن قضى وتره في القبض على المصادقة بشأن التقريرين المالي والأدبي، واستطاع بلوغ مراده في الاستمرار رئيسا لفريق "النسور الخضر".
وكانت مقاطعة بودريقة لغريمه حسبان، أثناء حديثه، بمثابة نقطة نهاية لهذا الجمع العام؛ إذ استغلها الأخير لإعلان انسحابه فورا من القاعة، بداعي منه "أن الأجواء لم تعد تسمح بمواصلة أشغال الجمع، في ظل الظروف المتوترة"، قائلا للمنخرطين بمن فيهم بودريقة: "ابحثوا عن رئيس.. شريطة توفره على الشروط القانونية لوضع ملف ترشحه"، ليقفز الرجل من حيث كان يجلس، على حين غرة، ويختفي عن الأنظار بلا رجعة، ودون إتاحة خصومه الفرصة للمرور نحو جمع استثنائي كان كفيلا بالإطاحة به، مع وقف التنفيذ.
وبقدر ما تلقى المنخرطون المعارضون صفعة قوية إزاء ما حدث، فقد صاروا يضربون كفا على كف، وأخماسا في أخماس، ممتعضين من فشل الانتقال من الجمع العادي إلى الاستثنائي، بل إنهم وبينما اتهموا حسبان باستغلاله ما وقع من انفلات نحو إفشال الجمع، فقد حملوا نتائج ذلك إلى بودريقة على "مقاطعته غير المحسوبة"، وما ترتب عنها من هدم كل ما أعده هؤلاء من عدد، وما بنوه من خطط، على مدى شهور وأسابيع، ليست بالقصيرة.
وبينما افتتح الجمع العام للرجاء على إيقاع فوضى عارمة، فقد انتهى كذلك، تماما.. وفيما استهل الجمع برفض حسبان ولوج القاعة، بداعي حضور 14 منخرطا مشطبا عنهم، فقد انتهى، أيضا، على إيقاع الفوضى، وانسحاب رئاسي دون عودة، ولا مبالاة.
على أية حال، ها قد انتهى "الجمع العام العادي"، بالصيغة التي رسمها وتمناها حسبان، بـ"حسابات خاصة به"، لوحده دون غيره..
وها قد أرجئ "الجمع العام الاستثنائي" إلى تاريخ مجهول، ضدا على طموحات أغلبية المنخرطين، ليعلم الله الموعد المقبل، الذي قد يأتي أو لا يأتي..
وفي انتظار أن تتاح فرصة مقبلة، فقد وجب الاستثمار، من أجل مصلحة الرجاء، ليس إلا.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00