موسى متروف
تحل اليوم الاثنين 8 يناير 2018 الذكرى السادسة والعشرون لوفاة عبد الرحيم بوعبيد، زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وقائد "اختياره الديمقراطي".
ذكرى تعود هذا العام مع عودة "فريق" حزب "الوردة" إلى مجلس النواب وبـ"تظافر جهود" هذا الحزب مع حزب التجمع الوطني للأحرار، بل ومع حزب الأصالة والعاصرة، في ما يشبه طريقة "عاون الفريق" المعروفة بالطواف بـ"صينية" لمساعدة أحد فرق الأحياء، وحتى للنصب أحيانا على ذوي الأريحية للقيام بمآرب أخرى غير كرة القدم!
في 9 نونبر 1991، قال بوعبيد في وصيته، بعد أن شعر بقرب الأجل المحتوم، وهو يوصي "الإخوان" بأن حزبهم "عائلة واحدة تمتد الى عائلات أخرى تتجدد وتتوسع دائرتها"، بعد أن قال إن حزبه "ليس كالأحزاب"...
ويبدو أنّ مَن خلفوه تباعا فهموا أن "تجدّد العائلة وتوسّع دائرتها" هو فتح الباب على مصراعيه، انطلاقا من عبد الرحمان اليوسفي، الذي تحالف، عند دخول حكومة ما سُميّ بـ"التناوب التوافقي" (في توافق مع الملك الحسن الثاني قبل أقل من عامين من وفاته)، في مارس 1998، مع التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، وهما الحزبان اللذان كان يضعهما مع "إخوانه" في خانة "الأحزاب الإدارية".
في تلك الفترة، تم تبرير كل شيء بـ"السكتة القلبية" للبلاد وتم "بلع" هذا التحالف الهجين، وتوالت التراجعات، خصوصا بعد التخلي عن "المنهجية الديمقراطية"، لينضم حزب بوعبيد إلى حكومة التقنوقراطي إدريس جطو في أكتوبر 2002، رغم "تصدّره" الانتخابات... ثم يُتوّج كل هذا الانحطاط في عهد إدريس لشگر بالانضمام إلى حكومة سعد الدين العثماني (بعد أن مارس المعارضة في عهد عبد الإله بنكيران وهما حكومتان يقودهما حزب العدالة والتنمية ذاته) في مارس 2017، بعد انتخابات أكتوبر 2016، التي بالكاد حصل فيها حزب "الوردة" على فريق نيابي، قبل أن يفقده، بعد أن ألغي مقعد محمد بلفقيه بدائرة سيدي إفني... وجرت انتخابات جزئية في هذه الدائرة وفشل بلفقيه ونال مقعده مصطفى مشارك عن حزب التجمع الوطني للأحرار!
إلى هنا تبدو المسألة عادية تجاوزا، لكن المثير هو أنه لما تأكد فقدان الحزب الذي يقوده لشگر (إلى الهاوية) لفريقه، ارتمى في حضن حزب "الحمامة" وهبّ القيادي محمد أوجار، القيادي التجمعي ووزير العدل في الحكومة الحالية، إلى مدّ "يد الله" للاتحاديين، ورافق محمد بن عبد القادر، القيادي الاتحادي و الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية إلى دائرة گرسيف وشاركا مع في الحملة الانتخابية ونجح الاتحادي سعيد بعزيز يوم خميس مشهود (4 يناير 2018)!
وبشكل مواز وفي الوقت ذاته، فاز بمقعد دائرة الناظور، عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد أبرشان، وبذلك تكون "الوردة" قد استعادت فريقها، دون ألقها، وبـ"الفور يا الشّيفور" وبزيادة مقعد واحد، من باب الاحتياط في حالة إلغاء أي مقعد في المستقبل، لا قدّر الله، وبفضل "تعاون" حزب عزيز أخنوش، وأيضا، وهذا ما كان خفيا نسبيا، بفضل دعم حزب الأصالة والمعاصرة، في "إطار التقارب والتنسيق بين الحزبين، ولأنهما يتقاسمان نفس المواقف السياسية بشأن القضايا المصيرية"، حسب الأمين العام "غير المستقيل" لحزب "التراكتور" إلياس العماري!
هذا هو ما فهمه لشگر ومن معه من وصية بوعبيد بأن يكون الحزب "عائلة واحدة تمتد الى عائلات أخرى تتجدد وتتوسع دائرتها"، ونسوا بالمرة ما أكّد عليه، في الوصية ذاتها، من مهام (تتعلق بالدفاع عن حوزة البلاد والإصلاح الجذري) اعتبرها "قدر" الحزب حتى يتم فرض مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، قبل أن يخاطبهم: "أنتم تعلمون، وكلنا يجب أن نعلم، أن الاضطلاع بهذه المهام يتطلب منا الصبر، لأن الأمر ليس سهلا، كما يتصور البعض، بل يحتاج كفاحنا إلى مزيد من التبصر وبُعد النظر، وإلى شعور دائم بأن لنا في هذه البلاد رسالة نريد أن نؤديها على أحسن وجه وأن نمهد الطريق للأجيال الصاعدة".
لو كان بالإمكان أن يعلم الزعيم التاريخي بما جرى بعده، من انقلاب بـ360 درجة، وبالشعور الذي انقرض بأن للحزب رسالة، لتقلّب في قبره، ولكن "لهلا يسمّعها ليه في وْدن"، كما يقول المغاربة بلسان دارج مُبين...
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00