بلخير سلام
موازاة مع نتائج قرعة مونديال روسيا 2018، وما أفرزته من صدام رياضي مقبل بين الجارين، المغرب وإسبانيا، ضمن المجموعة الثانية، إلى جانب منتخبي البرتغال وإيران، فإن المناسبة تستدعي إجراء مجرد إطلالة في صيغة "نوستالجيا" بشأن "مباراتين دوليتين" جمعتا الطرفين، قبل 66 سنة بالتحديد من الآن.
وإذ كان المنتخب الوطني المغربي لم يسبق له أن واجه منتخب إسبانيا، على مستوى نهائيات كأس العالم، خلال المشاركات المغربية الأربع السابقة (1970 و1986 و1994 و1998)، فقد سبق للمنتخبين الجارين، الإفريقي والأوروبي، أن التقيا في "إقصائيات مونديال الشيلي 1962".
وتزامن اللقاء الإقصائي المزدوج (ذهابا وإيابا) بين المنتخبين المغربي والإسباني، سنة 1961، مع دخول المغرب، لأول مرة في تاريخه، تصفيات كأس العالم التي نظمت بالشيلي سنة 1962، حيث تجاوز "أسود الأطلس" المراحل الإقصائية عن المنطقة الإفريقية بنجاح، على حساب منتخبي تونس وغانا، ليتأهل للمرحلة النهائية أمام ممثل أوروبا، باعتبار أن القارة الإفريقية لم يكن لديها، آنذاك، سوى "نصف مقعد مونديالي"، بدلا من مقعد كامل.
ورغم الحيف الذي طال القارة الإفريقية، فقد خسر المنتخب المغربي، ممثل القارة السمراء، بصعوبة كبيرة؛ ذلك أن مباراة الذهاب التي احتضنها مركب محمد الخامس (الملعب الشرفي آنذاك) لم تحسم نتيجتها إلا في الدقائق الأخيرة، بهدف لصفر (1-0)، حمل توقيع اللاعب ديلسول، لفائدة المنتخب الإسباني، بنجومه الكبار، من قبيل ديستيفانو، خينيطو، سواريز، لابيترا، وغيرهم، في حين خلصت مباراة الإياب التي احتضنها ملعب بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد، لفائدة الطرف الأوروبي المضيف، بنتيجة (3-2)، حيث وقع هدفي المنتخب المغربي اللاعبان عبد الله مالقا والرياحي.
بين هاتين المباراتين، ذهابا وإيابا، سنة 1961، برسم "إقصائيات مونديال الشيلي 1962"، والمواجهة المقبلة يوم 15 يونيو 2018، لحساب "نهائيات مونديال روسيا 2018"، تكون قد مرت 56 سنة، مرورا بعقود زمنية وأجيال كروية، لكن يبقى من الضروري استحضار الماضي في صيغة "نوستالجيا"، وربطه بالحاضر، من أجل استشراف المستقبل، وتحديدا ما يستقبل من "مباراة مونديالية" بين المنتخبين الجارين، خلال الدورة العالمية الصيفية المقبلة، لعلها تكون بمثابة ثأر من إقصاء جيل بداية عقد الستينات من القرن الماضي، عبر تحقيق نتيجة إيجابية لصالح أصدقاء العميد المهدي بنعطية، أو جيل الألفية الثالثة.
إلى ذلك، وارتباطا بما سبق ذكره من "الحيف الذي طال القارة الإفريقية بعدم تمكينها من مقعد مونديالي كامل"، خلال دورتي مونديالي 1962 و1966، فإن ذلك كان له أثره على نفسية الأفارقة، ليقرروا مقاطعة تصفيات كأس العالم 1966 بإنجلترا، بعد أن رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" مطلبا للقارة، والممثل في تمكينها من مقعد كامل، وهو المطلب الذي كان من ورائه المغرب، باعتباره أكبر متضرر، وقتذاك، لكن جهاز "الفيفا" أصر على الاكتفاء بمنح إفريقيا نصف مقعد بالمونديال، في دورة 1966، كما في سابقتها لسنة 1962.
وأرغمت هذه المقاطعة الإفريقية الاحتجاجية لإقصائيات مونديال 1966 الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى الرضوخ لمطلب الأفارقة بقيادة المغرب، وبالتالي تمكين القارة السمراء من مقعد كامل في المونديال الموالي، برسم دورة مكسيكو 1970، والتي كانت المشاركة فيها من نصيب المنتخب الوطني المغربي، قبل أن يشارك أيضا في ثلاث نسخة موالية (1986 و1994 و1998)، والتأهل لخامس نسخة مونديالية، برسم "كأس العالم 2018 بروسيا".
وعلاقة بهذه المشاركة المغربية الخامسة من نوعها في نهائيات كأس العالم، فإن المغاربة يعولون عليها كثيرا، كي تكون نتائجها أفضل من التي سبقت في المشاركات الأربع الماضية، بصرف النظر عن هوية المنافسين، وبمن فيهم إسبانيا نفسها، موضوع هذه "النوستالجيا"، أو منتخب البرتغال الذي سبق لـ"أسود 1986" أن هزموه في مونديال مكسيكو 86، وبحصة (3-1)، فضلا عن منتخب إيران، الذي سيكون طرفا في المباراة الافتتاحية لـ"أسود 2018" في مشاركتهم بمونديال روسيا، وهي المواجهة التي تقتضي ضرورة الظفر بنقاطها الثلاث، وجعلها بمثابة مفتاح لـ"تأهل مغربي منشود" نحو الدور المونديالي الموالي.
بالتوفيق
...........................................
ملحوظة: الصورة الرئيسية (أعلاه) تمثل المنتخب الوطني المغربي الذي واجه منتخب إسبانيا، برسم مباراة ذهاب المرحلة الإقصائية النهائية لـ"مونديال الشيلي 1962"، وقد جمعت بينهما يوم 12 نونبر 1961، بالملعب الشرفي بالدار البيضاء (مركب محمد الخامس).
وقوفا: لبيض، التيباري، الجديدي، البطاش، العربي، عبد الله مالقا
جلوسا: الرياحي، بلمحجوب، طاطوم، أقصبي، الزهر
........................................
المنتخب الوطني المغربي الذي تأهل إلى الدور الثاني في مونديال مكسيكو 1986، كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز العالمي التاريخي.
وقوفا: الزاكي، كريمو، الحداوي، البويحياوي، البياز، بودربالة
جلوسا: ظلمي، التيمومي، خيري، اللمريس، خلفية
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00