بلخير سلام
الملك الراحل الحسن الثاني يتوسط الأمير المرحوم مولاي عبد الله والدكتور عمر بوستة، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال نهائي كأس العرش لموسم 62/61، بين مولودية وجدة والكوكب المراكشي.
.................
الملك الراحل محمد الخامس مرفوقا بولي العهد، آنذاك، المرحوم الحسن الثاني، ويتوسطهما رئيس الجامعة الملكية المغربية، الدكتور عمر بوستة، أثناء عملية تقديم الكأس لفريق الجيش الملكي في نهائي موسم 59/58، ويتسلم الكأس اللاعب حسني بنسليمان (الجنرال)، حارس المرمى، آنذاك، بمعية اللاعب الحسين الزموري، وبجانبها مولاي أحمد العلوي.
بلخير سلام
سياسيا ولدت وأنشئت.. نضاليا ترعرعت وتكرست...
هادفة وجميلة كانت.. أهدف وأجمل صارت...
انبعثت ثورة نضالية ساطعة إبان فترة الحماية.. وأضحت ثروة رياضية ثمينة في عهد الاستقلال...
تنافسا رياضيا بحمولات وطنية وروحية ورمزية.. كانت، وما تزال، وستظل إلى الأبد...
تلك هي كأس العرش، أعرق وأمجد وأغلى الكؤوس المغربية، والتي تأسست في إطار مسابقة رياضية بقرار سياسي ومن منظور وطني، أدت دورها السياسي ووظيفتها النضالية بامتياز، خلال مرحلة الحماية، قبل أن تتحول إلى منافسة رياضية ذات طابع رسمي، مع بزوغ فجر الحرية والاستقلال، في تواصل مستمر، وارتباط روحي وثيق بين العرش والشعب، وتجسيد واضح لمبادئ الديمقراطية والمساواة ومحاربة الاحتكار، من خلال منح كل الفرق والرياضيين أحقية المشاركة فيها، وإتاحة الفرص أمامهم للتباري الشريف بهدف صعود "بوديوم" التتويج، والحلم بصيغة الجمع، من أجل الظفر بلقب الكأس الغالية.
كأس العرش.. جزء هام من ذاكرة نضال ملك وشعب، وعنوان عريض لاستلهام روح الماضي، بكل القيم والمعاني التي قامت عليها الحركة الوطنية، بقيادة الملك المجاهد محمد الخامس، أكرم الله مثواه، وبكل الدلالات والأبعاد التي تأسس عليها الفعل النضالي لتحرير الوطن، والدفاع عن هوية ومقدسات البلاد.
كأس العرش.. مسابقة رياضية ذات جذور بذوق وطعم خاصين، وبدايات ذات نكهة استثنائية، مثلما أن كل شيء فيها، على أصالته وقدمه، يبدو جديدا ومعاصرا؛ بل جذابا ومثيرا؛ التسمية والمجسم، الرياضة والنضال، الملاحم والإنجازات، والوجوه المجاهدة، والمتبارية حول لقبها الفخري.. نعم جميع هؤلاء، وكل شيء..
كأس العرش.. هي كأس ملكية مغربية، ظلت طيلة مراحلها الأولى، كما في ما تلاها، مفعمة بالبراءة والطهارة، كما الصدق، وتستحق أن نتذكر إطلالاتها الأولى بشيء من الحنين، في مظاهراتها النضالية على عهد الحماية، وتظاهراتها الرياضية في عهد الاستقلال، على حد سواء، بناء على ما بنته من تاريخ حافل يجسد تراثا غنيا، بالكلمة والصورة والوثيقة، ويؤرخ لكل خطوة من خطوات المشي الطويل الشاق، والرائع الشيق، في الآن ذاته.
كأس العرش.. اختصار لآلاف الحكايات والوقائع والأحداث، المستقاة من عشرات النهائيات وآلاف المباريات، عبر عقود وسنوات؛ لكن بحكم أنها مسابقة استثنائية، فلا يمكن اختزالها في أعراس نهائية ختامية بتتويجات فخرية، أو في مجرد مراحل تمهيدية وإقصائية قبْلية؛ بل هي أكبر من كل هذا، وأعظم من كل ذاك.
كأس العرش.. قصة طويلة، ممتعة ومشوقة، تستحق أن تكتب بأنامل تتناسق مع العقل والفكر، وتقرأ بأحاسيس ومشاعر وطنية عميقة ترتبط بالقلب والشرايين، مثلما تقتضي أن تسمع بآذان ملهوفة لالتقاط مغازي ما مضى من زمن، وتشاهد بأعين جاحظة ومركزة، حتى ندرك ما رافقها ويرافقها من رمزية ودلالات، منذ الأمس، وحتى اليوم، وإلى الأبد، كما يجب أن يروى تاريخها بكيفية تتناسب وقيمتها، وتتطابق مع رمزيتها الوطنية، وملاحمها البطولية، من أجل تذوق معناها العميق ومدلولها الحقيقي.
كأس العرش امتداد تاريخي يتماشى مع طبيعة الحياة التي عاشتها وتعيشها هذه المسابقة الفضية، وفق تلاحم رمزي وروحي بين الملك والشعب، والتي نحياها، جميعا، هنا والآن؛ هنا في وطننا الغالي، والآن في زمننا الحالي.
إن مسابقة كأس العرش تجسد جزءا مهما من تاريخ المغرب، وتستحق استحضار ملاحمها النضالية المبهرة، ومساراتها الرياضية الساطعة، وكنوزها التراثية الثمينة، استلهاما من مضامين ودلالات قول الجالس على العرش، الملك محمد السادس:
"ما أحوجنا إلى استحضار التاريخ القريب والبعيد، وما بذله آباؤنا وأجدادنا الأماجد من تضحيات جسام، بها حافظ المغرب على وحدته وحريته وشيد حضارته وثقافته، وبها رفع كل التحديات التي كانت تواجهه على مر العهود".
مقتطف من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس
بمناسبة عيد العرش المجيد، بتاريخ 30 يوليوز 2002
الملك محمد السادس، وليا للعهد آنذاك، يستعرض لاعبي الكوكب المراكشي برئاسة السيد علال أكوري، في نهائي كأس العرش سنة 1988
جلالة الملك محمد السادس، وليا للعهد آنذاك، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، يسلم كأس العرش لعميد الوداد البيضاوي، رشيد الداودي (نهائي 97/96)
المغفور له الملك محمد الخامس يسلم كأس العرش لعميد مولودية وجدة (نهائي 57/56)
ولي العهد الأمير مولاي الحسن يسلم الكأس لعميد الفتح الرباطي عن موسم 2014/2013
الأمير مولاي رشيد يسلم الكأس لعميد الجيش الملكي لموسم 2008/2007
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00