بلخير سلام
وأخيرا.. تحقق حلم تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى نهائيات كأس العالم، بعد غياب دام 20 سنة، وتحديدا منذ نسخة مونديال فرنسا 1998، لترفع الراية المغربية، وتعم الأفراح في كل ربوع المملكة، ويعاد الاعتبار لكرة القدم الوطنية.
كم أنتم مميزون، يا أسود.. وكم تستحقون كل الإشادات والتقدير.. ويكفيكم فخرا تهنئة ملك البلاد، واحتفالات الشعب المغربي بكل المدن والقرى، وبمختلف الشرائح، ذكورا وإناثا، شيبا وشبابا...
كنتم عند حسن ظن جميع المغاربة، ربحتم رهان المصالحة مع التاريخ، بعدما تمكنتم من القبض على "التأهل الهارب"، منذ عقدين من الزمن، بضمان الحضور في مونديال 2018، عبر انتزاع "تأشيرة السفر صيفا نحو روسيا".
قمتم بإعادة كتابة التاريخ، وزرع انبلاج منير لفجر كروي مغربي جديد، وبعثتم كثيرا من السرور والحبور لدى المغاربة، وعممتم الأفراح لدى الشعب المغربي، وبكل الربوع.
تفوقتم في ترجمة الحلم إلى واقع، وأعددتم الجماهير المغربية لأفراح واحتفالات صاخبة، بإحرازكم تأهلا موندياليا غاليا، لطالما انتظره جميع المغاربة..
حققتم التأهل عن جدارة واستحقاق، وبالعلامة الكاملة غير المنقوصة.. أسقطتم "نسور مالي" شر سقطة، والتهمتم "فهود الغابون" أيما التهام، وجعلتم "فيلة الكوت ديفوار" آخر فريسة لكم بعقر الدار، وأمام الأنصار...
لم تكتفوا بمنح الجماهير المغربية مطلب النقطة التي كانت تفصل عن التأهل المتوخى، بل أحرزتم كل النقاط المتاحة والملعوبة في مواجهة الكوت ديفوار، ولو خارج الديار، تحسستموها في "غرفة الانتظار"، لتحسموا الحضور في "مونديال الكبار"..
رديتم الصاع صاعين للإيفواريين، انتقمتم لجماهير بلدكم، بعدما عانى مشجعوكم من مضايقات قوات أمن عاجية، حد استعمالها غازات مسيلة للدموع، دون مبرر يذكر، لتتفننوا في تسجيل هدفين مسيلين للدموع لـ"أفيال المدرجات"، وإجبار بعضهم على اختيار المغادرة الطوعية المبكرة، لتواصلوا تعليم الخصم دروسا في "شعبة كرة القدم"، وإسعاد مواطنيكم المغاربة، على طول وعرض أرض المغرب الواسعة، كما بوجود مغاربة في مختلف دول المعمور.
برافو، رونار.. فقد أكدت أنك اسم على مسمى، بتجسيدك لقب "الثعلب" الذي يطلق عليك، طبقا لاسمك "رونار"، وتفننت في المكر بمنتخب الكوت ديفوار، من أجل قيادة "أسودك" نحو مونديال الكبار.
برافو، يا أسود.. فقد كنتم في مستوى لقبكم ذي الدلالات المغوارة؛ لقبكم الفخري "الأسود".. عن أنيابكم كشرتم، وقد أحسنتم التكشير على نحو علني مباح، لتحرزوا تأشيرة العبور نحو ضفة مونديال "الدب الروسي" بارتياح، كأكبر حدث كروي كوني متاح.
برافو، للجماهير المغربية، سواء ممن تحملوا أعباء السفر إلى أبيدجان.. بالمدرجات بحت حناجرهم.. وبداخل الملعب، كما خارجه، لم يبالوا بما تعرضوا له من مضايقات، هي في منأى عن ما يفترض من حسن ضيافة، وأيضا الأنصار الذين ظلت أعينهم مشدوهة أمام التلفاز، وآذانهم ملصقة على المذياع، وما تلا ذلك من أفراح صاخبة متواصلة.. فضلا عن مختلف المساهمين في إنجاز "التأهل المونديالي" لهذا الوطن المغربي الغالي.
والله، حقا.. ما أحلاه من يوم "سبت"، سابع أيام الأسبوع؛ إذ كما السبت الماضي، المتزامن مع تأهل "أشبال الوداد" لـ"مونديال الأندية"، كان أمس (السبت) على موعد مع حسم تأهل "أسود المغرب" لـ"مونديال المنتخبات"، على أن يكون يوم السبت الموالي موعدا لـ"حدث ملحمي وطني" في صيغة "نهائي كأس العرش الفضي"، تزامنا مع ذكرى عيد الاستقلال الغالي.
كم أنتم رائعون، يا أسود، لم تخيبوا الظن فيكم، بل كرستم الثقة الموضوعة فيكم، بدليل أننا قلنا، قبل يوم، أو يومين، ضمن هذا الركن "في الصميم" من موقع "مواطن": "الخير قادم.. والفرح مضمون.. وإن شاء الله.. في مونديال روسيا.. سنكون".. وبالفعل هذا هو الذي كان، وهكذا سارت الأمور، وأبدا لم تخيبوا الظن، بل ترجمتم التوقع إلى واقع، وها نحن اليوم "قد جنينا الخير.. وعشنا الفرح.. وبلغنا مونديال روسيا.. وبإذن الله، في موسكو سنكون".
لقد أوفيتم بوعدكم، ولم تخلفوا موعدكم..
ومن الآن، سنكون واثقين في مواعيدكم، حتى قبل أن تقدموا وعودكم.
إلى موعد لاحق.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00