بلخير سلام
مع اقتراب موعد "نهائي التأهل المونديالي"، يبدو أن درجات انشغال الجماهير المغربية برهان انتزاع "تأشيرة السفر صيفا نحو روسيا" صارت في ارتفاع متزايد، عبر المواجهة المصيرية بين "الأسود" و"الفيلة"، غدا (السبت)، على أرضية ملعب فيليكس هوفويت بوانيي بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان.
وسيكون المنتخب الوطني أمام رهان المصالحة مع التاريخ، في ظل غياب طويل الأمد عن "مونديال الكبار"، يعود إلى 20 سنة خلت، بالتمام والكمال؛ أي منذ سنة 1998، تزامنا مع آخر مشاركة مغربية في مونديال فرنسا، أملا في القبض على "التأهل الهارب" عبر الحضور في مونديال روسيا 2018.
أليس بمقدور هؤلاء "الأسود" أن يلتهموا "الفيلة" ولو بعقر الدار؟.. أقصد دار أبيدجان الإيفوارية طبعا.. ثم أليست النقطة الوحيدة التي تفصلهم عن التأهل توجد في "غرفة الانتظار"، ولو أنها خارج الديار، من أجل الحضور في "مونديال الكبار"؟.. وما الذي ينقص المنتخب الوطني المغربي من أجل تحقيق حلم التأهل لكأس العالم المقبلة؟.. وأي آليات تقنية وتكتيكية ونفسية ينبغي توفيرها بهدف بلوغ المراد المتوخى، وتحقيق مطمح جميع المغاربة؟...
تلك أسئلة وأخرى، صارت تفرض نفسها حيال مطلب "التأهل المونديالي" الذي يعد هدفا مشروعا وقابلا للتحقق، لو تم استثمار الخطوة المتبقية، والمختزلة في الـ90 دقيقة المقبلة، برسم سادس وخاتم جولات التصفيات، في محطة سابع أيام الأسبوع الحالي، تزامنا مع يوم غد السبت (11 نونبر الجاري)، تكميلا للمسير نحو مونديال "الدب الروسي"، في تزامن ذلك مع مناسبتين غاليتين لدى الشعب المغربي؛ الذكرى المظفرة للمسيرة الخضراء المغربية، والذكرى المجيدة لعيد الاستقلال الغالي، وما تعنيه هاتان المناسبتان الرمزيتان، كغيرهما من الملاحم الوطنية العظيمة، من نضال وتحد، اتسم بهما المغاربة قمة وقاعدة، وما تفرضانه من استحضار قوي لدى لاعبي المنتخب الوطني، حتى تجتمع لدينا احتفالاتنا الوطنية المستحقة، سياسيا ورياضيا.
ويمني الجمهور المغربي النفس بملامسة قدرة الأسود على تذويب فارق العقدين الزمنيين، وفك شفرة مشاركة استعصت على كرة القدم المغربية، وجعلتها تفتقد، منذ زمن بعيد، اعتبارها الرياضي داخل محيطها القاري والدولي، لاسيما أن التأهل تتعلق به مصائر، ومنه يعاد كتابة التاريخ، وبالتالي فهو الوحيد الكفيل بزرع نوع من الانبلاج لفجر جديد للكرة المغربية، وبعث بعض من السرور لدى المغاربة، الذين هم طبعا، وبالإجماع، مع الأسود بكل الأفئدة والعقول، وبكل جوارح الذات وشرايين القلوب.
ومثلما يجد "أسود المغرب" أنفسهم أمام رهان مناقشة التأهل، بصرف النظر عن قيمة الخصم، وما تقتضيه هذه المباراة من توخي مزيد من الحيطة والحذر، تفاديا لأي نتيجة معاكسة لطموحات المغاربة، فهم يدركون أنهم مطالبون بإعداد الجماهير المغربية لاحتفالات صاخبة، بعد الساعة السابعة والنصف من مساء الغد، فور إعلان الحكم الغامبي غاساما، صافرة نهاية المباراة، بإحراز تأهل طالما انتظره المغاربة، وهو ما سيجعل "أسود الأطلس"، لا محالة، أكثر إصرارا على التهام "فيلة ساحل العاج"، على النحو الذي يتمناه كل مغربي.
ويملك "الأسود" الشخصية القوية والأسلحة التكتيكية والمهارات الفنية ما يجعلهم أهلا للثقة الموضوعة فيهم، خاصة في ظل ما يتمتعون به من "تضامن وتلاحم وروح الجماعة، والإصرار على الفوز"، بقيادة المدرب هيرفي رونار، الملزم بدوره باعتماد مفاتيح محددة من شأنها أن تقود لاعبيه إلى تحقيق المراد، من خلال ارتكازه على منظومة تكتيكية ناجعة وكفيلة كي تفي بالهدف المتوخى، لاسيما أن المباراة تبدو بمثابة كتاب مفتوح بين المنتخبين المتباريين.
أكيد، ستكون الـ90 دقيقة من عمر مواجهة أبيدجان بمثابة لعب على الأعصاب..
أكيد أن اللاعبين سيكونون بحاجة إلى زاد نفسي وذهني أكثر من أي وقت مضى..
وأكيد ستبح حناجر الجماهير المغربية، مثلما ستكون الأعين مشدوهة أمام التلفاز، والآذان ملصقة على المذياع.. وأكيد، سيحدث كل هذا، وأكثر، من أجل ترجمة الحلم إلى واقع.
ليكن يوم غد (السبت)، كما السبت الماضي، في تكرار للذات، حتى تتكرر أفراح المغاربة مع "أسود الأطلس" على النحو الذي كانت عليه، قبل أسبوع، مع "أشبال الوداد"، عندما رفع شياطين القلعة الحمراء لقب دوري أبطال إفريقيا، وتأهلوا لـ"مونديال الأندية بالإمارات العربية المتحدة 2017"، على أمل أن يتكرر إنجاز المنتخب المغربي عبر تجاوز الكوت ديفوار والتأهل لـ"مونديال روسيا 2018".
هيا.. يا "أسود".. مصير التأهل بين أيديكم وروسيا تناديكم والجماهير تناجيكم..
الخير قادم.. والفرح مضمون.. وإن شاء الله.. في مونديال روسيا.. سنكون.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00