بلخير سلام
"كلنا وداديون".. هذا هو "الشعار الأوحد" الذي يستوطن عقول وقلوب كل المغاربة، هذه الأيام، من أجل الوداد المغربي، أو "وداد الأمة"، كما يحلو لـ"عشاقه الحمر" تسميته على مر تاريخ النادي الأحمر.
"كلنا وداديون".. شعار يوحد كل المغاربة، في نهائي الغد، ويجعل كل الانتماءات تنسحب، من أجل "الانتماء الودادي"، مثلما يفرض أن تختفي كل الألوان، إلا اللون الأحمر، بقوة الانتماء الوطني، ومنطق الغيرة المغربية.
"كلنا وداديون".. شعار يستمد واقعيته من كون وداد الأمة يمثل الأمة المغربية، وأهل المغرب بكل مدنه وقراه، عندما يواجه الأهلي المصري، في نهائي دوري أبطال إفريقيا، بتوابل عربية، سعيا إلى إحراز اللقب الإفريقي والتأهل للمونديال العالمي على مستوى الأندية، وما يتخلل ذلك من رفع الراية المغربية خفاقة إلى الأعلى، قاريا ودوليا، وبالتالي إعادة الاعتبار لكرة القدم الوطنية، وتلميع صورتها، تزامنا مع ملف ترشح المغرب لاحتضان "مونديال 2026".
وسيكون الوداد في "نهائي القارة السمراء" أمام رهان لعب دور النيابة عن كرة القدم المغربية، من أجل المصالحة مع التاريخ، بخصوص لقب دوري أبطال إفريقيا في ظل غياب طويل الأمد عن "بوديوم التتويج"، والذي يعود إلى 18 سنة خلت، بالتمام والكمال؛ أي منذ سنة 1999، تزامنا مع آخر لقب من هذا النوع، والذي أحرزه "نسور الرجاء"، آنذاك، في انتظار إمكانية إضافة لقب نسخة هذه السنة (2017) من طرف "الشياطين الحمر" للقلعة الحمراء.
ويمني الجمهور الودادي خصوصا، والمغربي عموما، ملامسة قدرة الوداد على تذويب فارق 18 سنة، وفك شفرة لقب استعصى على الأندية المغربية، وبالتالي طي صفحة الفشل في الصعود إلى منصة التتويج، بشأن مسابقة دوري أبطال إفريقيا، مع التذكير بتفوق ثلاثة أندية وطنية في إحراز خمسة ألقاب من هذا النوع من المسابقة، سواء في صيغة تسميتها القديمة "كأس إفريقيا للأندية البطلة" أو "دوري عصبة أبطال إفريقيا"، وضمنها فريق الوداد نفسه في نسخة 1992، وقبله الجيش الملكي (1985)، مقابل 3 ألقاب للرجاء البيضاوي (1989 و1997 و1999).
ويجد الوداد المغربي نفسه أمام فرصة ثمينة، بصرف النظر عن قيمة الفريق المنافس، من أجل القبض على سادس لقب لكرة القدم المغربية، عبر تفوق منشود في مباراة الإياب، بعدما عاد قبل أسبوع بنتيجة تعادل إيجابي (1-1) من قلب الإسكندرية، مع ما تتطلبه هذه النتيجة من توخي مزيد من الحيطة والحذر، تفاديا لأي مفاجأة، مثلما هو مشهود به و"منصوص عليه في قاموس منطق الكرة"، لاسيما أن النتيجة المسجلة ذهابا تعتبر بمثابة "فخ"، على حد وصفها من طرف الحسين عموتة، مدرب الوداد نفسه.
مع اقتراب موعد النهائي القاري، صارت درجات انشغال الجماهير المغربية برهان انتزاع اللقب القاري في ارتفاع متزايد، عبر المواجهة المصيرية، مثلما يدرك اللاعبون، مما لا شك فيه، أنهم مطالبون بإعداد الأنصار لاحتفالات صاخبة، بعد الساعة العاشرة من عشية الغد، فور إعلان صافرة الحكم الغامبي نهاية المباراة، بإحراز لقب طالما انتظره المغاربة منذ 18 عاما، وهو ما سيجعل "أسود الوداد"، لا محالة، أكثر إصرارا على التهام "فراعنة الأهلي"، على النحو الذي يتمناه كل مغربي.
ويملك لاعبو الوداد من الشخصية القوية والأسلحة التكتيكية والمهارات الفنية ما يجعلهم أهلا للثقة الموضوعة فيهم، خاصة في ظل ما يتمتعون به من "تضامن وتلاحم وروح الجماعة، والإصرار على الفوز"، بقيادة المدرب الحسين عموتة، الملزم بدوره باعتماد مفاتيح محددة من شأنها أن تقود لاعبيه إلى تحقيق المراد، من خلال ارتكازه على منظومة تكتيكية ناجعة وكفيلة كي تفي بالهدف المتوخى، لاسيما أن المباراة تبدو بمثابة كتاب مفتوح، بحكم أن كل طرف يعرف الآخر حق المعرفة.
أكيد، ستكون الـ90 دقيقة من عمر مواجهة الوداد والأهلي بمثابة لعب على الأعصاب.. وأكيد أن اللاعبين سيكونون بحاجة إلى زاد نفسي وذهني أكثر.. وأكيد ستبح حناجر جماهير مدرجات مركب محمد الخامس، مثلما ستكون الأعين مشدوهة أمام التلفاز، والآذان ملصقة على المذياع...
أكيد، سيكون كل هذا وغيره من أجل الوداد المغربي، والعلم الوطني، ومن أجل اللقب الإفريقي و"الموندياليتو" العالمي.
بالتوفيق.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00