بلخير سلام
يبدو أن تباشير تأهل المنتخب الوطني المغربي لنهائيات "مونديال روسيا 2018" صارت تلوح في الأفق، استنادا إلى ما أوحت به لنا معطيات ليلة أمس (السبت/الأحد)، من دنو بلوغ "الحلم المونديالي"، بعد غياب طال عقدين من الزمن، في امتدادهما، منذ نسخة فرنسا 1998.
وكم جاءت ليلة القبض على "الفهود" من طرف "الأسود" مبتهجة أيما ابتهاج، عبر ثلاثية بيضاء، بمدينة الدار البيضاء، وتحديدا بمركب محمد الخامس، الشاهد على ملاحم كروية تاريخية بالجملة، كثيرا ما أسعدت الجماهير المغربية، وهو الملعب الذي شكل، غير ما مرة، محطة عبور نحو ضفاف عالمية، بما في ذلك العبور نحو ضفة مونديال أمريكا 1994، وبعده مونديال فرنسا 1998، عسى أن يكون فاتحة خير نحو ضفة مونديال روسيا 2018.
لكن، ماذا بعد ليلة القبض على "الفهود" من لدن "الأسود"؟.. أليس بمقدور هؤلاء "الأسود" أن يلتهموا "الفيلة" ولو بعقر الدار؟.. أقصد دار أبيدجان الإيفوارية طبعا.. ثم أليست النقطة الوحيدة التي تفصلنا عن التأهل توجد في "غرفة الانتظار"، ولو أنها خارج الديار، من أجل الحضور في "مونديال الكبار"؟.. وما الذي ينقص المنتخب الوطني المغربي من أجل تحقيق حلم التأهل لكأس العالم المقبلة؟.. وأي آليات تقنية وتكتيكية ونفسية ينبغي توفيرها بهدف بلوغ المراد المتوخى، وتحقيق مطمح جميع المغاربة؟...
تلك أسئلة وأخرى، صارت تفرض نفسها، منذ الآن، حيال مطلب "التأهل المونديالي" الذي صار هدفا مشروعا وقابلا للتحقق، لو تم استثمار الخطوة المتبقية، والمختزلة في الـ90 دقيقة المقبلة، وما يفرضه الواقع من ضرورة انتزاع نقطة واحدة، على الأقل، خلال مواجهة منتخب الكوت ديفوار، داخل معقله، برسم سادس وخاتم جولات التصفيات، في محطة السادس من شهر نونبر المقبل، تكميلا للمسير نحو مونديال "الدب الروسي"، في تزامن ذلك مع ذكرى المسيرة الخضراء المغربية، وما يقتضيه هذا التاريخ الرمزي من استحضار قوي لدى لاعبي المنتخب الوطني، حتى نجعل من الاحتفال احتفالين وطنيين، سياسيا ورياضيا.
بالتأكيد، يبرز الصدام المقبل بين منتخبي المغرب والكوت ديفوار بمثابة "نهائي حارق"، لكونه الفاصل الختامي والأخير في تحديد هوية البلد الذي سيمثل إفريقيا عن المجموعة الثالثة، بعد عصف الجولات الخمس السالفة بأحلام الغابون، وقبله مالي بجولتين سابقتين، وبالتالي فقد صار منتخب "الفيلة" الخصم الأوحد والمباشر لمنتخب "الأسود"، في السباق نحو مونديال روسيا، وبات الفوز أو التعادل خارج الديار، وقهر الكوت ديفوار، هو السبيل الوحيد للعبور بأمان نحو مونديال الكبار.
وبما أننا نوجد اليوم في الحدود الفاصلة بين التصفيات الإفريقية والنهائيات العالمية، فإنه لم يعد من حقنا الارتباك بحكم أننا على حافة التأهل، وأي ارتباك، ولو على بساطته، قد يسقطنا أرضا، لا قدر الله.. ولعل هذا المعطى يستوجب توجيه التركيز إلى المباراة القادمة والحاسمة، عبر ترك الأفراح والاحتفالات المرتبطة بنشوة الانتصار على الغابون جانبا، تفاديا لتقضيم التركيز، وتجنبا لتوليد السهو، ولنا في سيناريوهات سابقة كامل العبر والدروس، عندما ظل التأهل المونديالي يطير من بين أيدينا، غير ما مرة، خلال الأمتار الأخيرة، تزامنا مع دورات 2002 و2006 و2010 و2014.
ومثلما أنكم، أيها الأسود، تفوقتم خلال لقاء الغابون في مخاطبة الشعب المغربي على أنكم أهلا للثقة، وإقناعه على أنكم أحق بتمثيلية الوطن كرويا، فأنتم مدعوون، من الآن، لإكمال رسالتكم، واستحضار الروح الانتصارية، بكل صفات الاستماتة والقتالية، سعيا إلى ري ظمأ المغاربة جراء الجفاء المونديالي لعقدين زمنيين كاملين، عبر تجاوز الكوت ديفوار، وإحراز تأهل يجعل المغاربة أمام فرصة مخاطبة العالم، تعبيرا عما يختزنه هذا البلد من طاقات كروية وإرث تاريخي مهم، في المجال الرياضي، كما في غيره.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00