بلخير سلام
على بعد 26 ساعة، بالتمام والكمال، عن انطلاق مواجهة المنتخبين المغربي والغابوني، برسم خامس جولات التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018، صارت درجات انشغال الرأي العام الوطني برهان مصير "التأهل المونديالي" لكرة القدم المغربية في ارتفاع متزايد، عبر المواجهة شبه المصيرية، والمحدد موعد انطلاقها في الساعة الثامنة من مساء يوم غد (السبت).
وترقبا لإثبات هوية الكرة المغربية، وتلميع الصورة الوطنية، بات لزاما على المدرب هيرفي رونار دعم وصفة النجاح، التي أقر بتوفرها لدى لاعبيه، في تصريحات متطابقة، مثلما يفترض أن يكون "الأسود" في مستوى لقبهم ذي الدلالات المغوارة، في ظل الدعوات المتواصلة حيالهم من طرف جميع المغاربة، عبر كل ربوع المملكة العزيزة.
هذا وعدك وهذه ثعلبيتك وتلك مسؤوليتك.. يا رونار
تتطلع الجماهير المغربية إلى قياس قدرات المدرب هيرفي رونار كي يكون عند وعده، بتحقيق التأهل إلى المونديال، عبر تجاوز الغابون، وأن يكون اسما على مسمى، بتجسيد كنية "الثعلب" التي يحملها، طبقا لاسمه "رونار"، حتى يمكر بالمنتخب الغابوني، الذي قال عنه، في ندوة الأربعاء الماضي، إنه لم يسبق أن خسر أمامه، وهو المعطى الذي قد يدفعنا إلى تنبيهه بضرورة الانتباه إلى أن منتخب "الفهود" يخطط لهزم خصمين له في هذا اللقاء، وهما منتخب "الأسود" أولا، والمدرب رونار ثانيا.
وحتى يكون رونار وفيا لمسؤوليته إزاء منتخبه الحالي، فهو مطالب، أكثر من أي وقت مضى، باعتماد مفاتيح محددة من شأنها أن تقود "أسوده" إلى تحقيق التأهل، من خلال ارتكازه على منظومة تكتيكية ناجعة وكفيلة كي تفي بالمراد المتوخى، لاسيما أن المباراة تبدو بمثابة كتاب مفتوح، بحكم أن كل طرف يعرف الآخر حق المعرفة، وإن كانت الظرفية الحالية تختلف تماما، مقارنة مع ما سبقها.
هذه أسلحتكم وتلك قدراتكم.. يا أسود
لعل لاعبي المنتخب الوطني يدركون، أكثر من غيرهم، أنهم مطالبون بإعداد الجماهير المغربية لاحتفالات صاخبة، بعد الساعة العاشرة من عشية الغد، فور إعلان صافرة "الحكم البافاني" نهاية المباراة "الفاصلة"، بإحراز فوز يشكل مطمح الجميع، في أفق إفراز "تأهل عالمي"، طالما انتظره المغاربة منذ حوالي 20 عاما، وتحديدا منذ مونديال فرنسا 1998، وهو ما سيجعل "الأسود"، لا محالة، أكثر إصرارا على تجاوز "الفهود".
ويملك لاعبو المنتخب الوطني من الشخصية القوية والأسلحة التكتيكية والمهارات الفنية ما يجعلهم أهلا للثقة الموضوعة فيهم، خاصة في ظل ما يتمتعون به من "تضامن وتلاحم داخل المجموعة، وروح الجماعة، وتميزهم بعقلية موحدة، والإصرار على الفوز"، وفق ما صرح به مدربهم رونار، ومعه عدد من لاعبيه.
هذا لقبكم وتلك مهمتكم للانقضاض على فريستكم.. يا أسود
إن مباراة الغابون، وبالنظر إلى طبيعتها "شبه الفاصلة والحاسمة"، تقتضي منا أن نكون في حجم اللقب الفخري "الأسود"، من أجل إحراز تأشيرة العبور نحو ضفة مونديال روسيا، ويفرض علينا التكشير جيدا عن الأنياب، بغية التحكم في أطوار المباراة، وإحراز التأهل لأكبر تظاهرة كروية كونية.
"الأسود"، بطبيعتها، لا تشغل بالها بنوعية الخصوم، سواء كانت "فهودا" أو غيرها، وكل ما يهمها هو أن تنقض على فريستها كي تؤمن غذاءها، بل تزداد شراسة كلما كانت جائعة، وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا، على الأقل، فنحن، جميعا، جائعون من "نقص في التغذية من حيث الحضور المونديالي".
ومن هنا، تبرز ضرورة فوز "الأسود المغربية" في "معركتها الكروية" أمام "الفهود الغابونية"، لأن منطق الطبيعة يفرض على "الأسود" عدم العودة إلى عرينهم جياعا، لاسيما أن الفرصة سانحة لإشباع البطون من غنيمة في المتناول، رغم ما قد تبديه "الفهود" من ضراوة ومقاومة، لكنها ستستسلم في النهاية، لا محالة، للأمر الواقع، في انتظار أن يبحث "الأسود" عن اصطياد فريسة أخرى من حجم "الفيلة" بأدغال الكوت ديفوار، لاستكمال وجبة الغذاء، على نحو يؤهلنا بدنيا ونفسيا، كي نستعد للسفر نحو روسيا لمقارعة الكبار.
هذه دعواتنا إليكم.. وتلك انتظاراتنا منكم
أكيد، ستكون الـ90 دقيقة من عمر مواجهة المنتخبين المغربي والغابوني بمثابة لعب على الأعصاب، في ظل الترقب الكبير الذي يسود الأوساط الرياضية الجماهيرية، تطلعا إلى تحقيق التأهل المنشود، وفق انتظارات المغاربة، سعيا إلى فك العقدة التي لازمت الجميع بشأن العجز عن تجاوز التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، منذ 20 سنة خلت.
وأكيد أن كل المغاربة لا يبخلون بتوجيه دعواتهم لممثليهم في هذه الإقصائيات ذات البعد العالمي، أملا في بلوغ رهان التأهل، ومن أجلكم ستبح الحناجر على مدرجات مركب محمد الخامس، وستكون الأعين مشدوهة أمام التلفاز، والآذان ملصقة على المذياع، وستظل الدعوات متواصلة طيلة دقائق المباراة، كما قبلها، دعما لممثلي كرة القدم المغربية.
هيا، يا أسود.. كونوا في الموعد
هيا، يا أسود.. كونوا في الموعد، دفاعا عن اللقب الفخري، وتأمينا منكم للتأهل الدولي الذي يشكل مطمح جميع المغاربة.
كونوا في موعد الثامنة من مساء يوم غد السبت، لتحقيق الفوز، وأعدوا لنا موعدا في العاشرة ليلا، لإطلاق العنان لبداية أفراح مغربية، نتمناها أن تتواصل بأبيدجان الإيفوارية.
هيا، يا أسود.. لنؤجل التفكير في صدام "الفيلة"، ونركز على لقاء "الفهود"..
هيا، يا أسود من أجل التهام "الفهود" أولا.. و"الفيلة" ثانيا، أي في ما بعد، وتزامنا مع حلول السادس من نونبر المقبل، إعلانا عن مسيرة نحو روسيا.
هيا، يا أسود.. لا تنسوا شعار لقاء الغد "نكون أو لا نكون"
نحن في انتظاركم هنا؛ هنا في البيضاء.. من أجل أن نكون هناك؛ هناك في روسيا.
وإن شاء الله.. في مونديال روسيا.. سنكون.
لا تخلفوا الموعد.. لكي توفوا بالوعد.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00