موسى متروف
اقتضت سطوة "الصحون الطائرة"، أن يتم "التمديد"، لأسبوع آخر، في العمر السياسي لحميد شباط، الرجل الذي جاء من "زَعامة" نقابة عبد الرزاق أفيلال إلى "زعامة" حزب سيدي علال، بكثير من "الزّْعامة"، ولكن، وبغير قليل من هذه الأخيرة، لكن هذه المرة من رجل الصحراء القوي حمدي ولد الرشيد، انتُزعت من صاحبنا النقابة، وسيتلوها الحزب، كما انتَزع الناخبون منه، قبل حولين كاملين، مدينة فاس، التي أَخرج من أجلها أحاديث نبوية، متنا وسندا!
وكما نكب هارون الرشيد البرامكة، شرع ولد الرشيد في نكب "الشبابطة"، وها هو يصفّي شباط الأب، قبل أن يأتي الدور على الأبناء، ودون إراقة دماء!
والمثير أن ولد الرشيد، فضلا عن رجاله الغلاظ الشداد الذين تخفي "ضراعياتهم" عضلاتهم المفتولة، ونسائه، اللواتي أخفين، في مجملهن، خشونتهن بملحفات وردية، تعطي الانطباع، لأول وهلة، أنهن أتين لإضفاء نوع من "الأنوثة" و"البهجة" على مؤتمر الاستقلاليين، استعمل سلاحا فتاكا آخر، أعتى من أسلحة الدمار الشامل، رغم أنه بالغ النعومة!
إنه نزار بركة، لا غيره، الذي مازال عليه أن يقتعد كرسيه في قاعة الانتظار، حتى تتسنى له مغادرة حزبَ (جدّه) علال الفاسي، من طرف شباط وزمرته، عبر الباب الضيق للمركز العام بالعاصمة الرباط، الذي كان يصفه، ذات أيام "عزّ"، بـ"باب العزيزية"، تيّمنا بحصن العقيد غير المأسوف على رحليه، معمر القذافي، في عاصمة "مُلكه".
وفي الواقع، هذه فرصة، ليس لشباط، لأنه سبق في علم أصحاب الوقت أنه أزف رحيله، وليس عليه إلا أن يؤمن بقضاء الله وقدره ويسلّم تسليما، بل لبركة، حتى ينسى "گوگل" (الذي قال إنه اعتمد عليه في إعداد دراسته حول الحزب، والتي بنى عليها برنامجه للقيادة التي يريدها، على ما يبدو، "2.0")، وينسى العالم الافتراضي، ليضع رجليه على الأرض ويتأكد من ثباتهما عليها، ويتحسس كعبه لينظر إن كان فيه شي ء من ما عاناه "أخيل"، ويفهم أن الشيك (بالمعنين الرمزي والمادي) الذي قدمه ولد الرشيد، ليس لوجه الله تعالى، وليس صدقة جارية، بل هو مقابل "رصيد" في الحزب وفي مركز القرار به!
وعليه أن يضع في الحسبان، أن "الميزان" الذي رجّح كفّة شباط بمكاييل ولد الرشيد، هو ذاته وبالمكاييل ذاتها التي ترجّح كفته اليوم، و"تلك الأيام نداولها بين الناس"، وهذا كله فقط... للاستئناس!
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00