موسى متروف
رقم ثلاثة صار في هذه الأيام غير مرغوبٍ فيه في الوسط السياسي، وحقّ للكارهين له بذلك. فهو رقم فردي وأولي. وللذين تنغلق عليهم أبواب الرياضيات، حتى في أبسط قواعدها، أشرح المقصود بذلك، وربما أفاد ذلك في فهم المغزى الذي أرمي إليه في الحديث عن السياسة المغربية، وإن كان ذلك تجاوزا، على اعتبار أن السياسة ليست من العلوم الحقّة!
الرقم الفردي لا يُقسم على اثنين، والأوّلي لا يقسم إلا على نفسه. وهذا حال من ابتلوا بالثلاثة في السياسة المغربية، وهي أحزاب ثلاثة، وزعيم سياسي تُطرح معه الولاية الثالثة!
فهل لعنة الثلاثة هي التي أصابت الأحزاب الثلاثة التي تصدرت الانتخابات التشريعية الأخيرة، وهي تباعا، حزب العدالة والتنمية، وحزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال؟
"البيجيدي" هو الحزب الأول، لكن ما وقع بعد "البوكاج" وإعفاء أمينه العام عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة، وعودة الحديث عن ولاية ثالثة على رأس الحزب، جعل الرقم 3، بل بنكيران نفسه رقما صعبا في المعادلة، حيث صار أوليا وفرديا! بمعنى أنه أعطى الانطباع، إلى حدود الساعة، أنه لا مجال للقسمة على اثنين، بل فقط على نفسه! صورة مضبّبة هي أقرب إلى اللعنة، يستحيل معها الزعيم إلى شبح قد يفترس حزبه أو يمزّعه إربا إربا!
"البام" ثاني الثلاثة، "بات" أمينه العام إلياس العماري "ولم يُصبح"، أو "طار" بكلمة واحدة!
لقد صار إلياس أضحوكة بعد أن كانت تسير بحديث قصصه "المرعبة" الركبان! أما وقد سقطت "البقرة" فقد تداعى إليها الجزارون بعد أن شحذوا سكاكينهم الطويلة...
أما ثالث الثلاثة وهو حزب الاستقلال، فأمينه العام حميد شباط لم يستقل، ولم يُقل، لكنه في حكمهما. فقد انتزع منه حمدي ولد الرشيد النقابة، في انتظار أن ينتزع منه حزب "الميزان"، بغير قليل من "التطفيف"، بالمعنى القرآني؛ أي عمل "الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون"!
وها هي الطبخة تُعدّ على نار غير هادئة، في انتظار أن يتقدم في طبق من ذهب إلى نزار بركة، حفيد علال الفاسي من ابنته الكبرى "ليلى"، وزوج حفيدته "راضية"، من ابنته الأخرى "أم البنين" وزوجها عباس الفاسي، الزعيم المتأخر للحزب...
لقد جمعت الشعبوية الثلاثي بنكيران والعماري وشباط، دون أن تجمعهم لا "سلّة" الحكومة ولا المعارضة، فمن المؤسف جدا أن أقول "لقد حقّ القولُ عليهم" أن يُجمعوا في "سلّة" المهملات!
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00