موسى متروف
أدعياء الحداثة لا يعجبهم أن ترتدي بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، الحجاب، ولا أن ترتدي الحجابَ زوجةُ مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة.
يذكّر هؤلاء بالمنتمين إلى تيار السلفية الجهادية، وما يجمع الفريقين هو كونهما يتموقعان في طرفي المجتمع؛ أي على هامشه، أما السواد الأعظم من المجتمع فلاهٍ عن هذا النقاش المُغلق الذي لا يعني غير مثيري الجدل حوله.
ألا يجد هؤلاء "الحداثيون الجهاديون" فرقا بين الحريات الفردية والجماعية؟ هل ستُعيق قطعة الثوب التي تضعها بسيمة الحقاوي على رأسها من التفكير في إيجاد حلول لمشاكل الأسرة وما يهم التضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية؟ وهل سيُعيق "بوركيني" زوجته، أو حتى بطنه (كما انتقدها البعض في الصور إياها)، الخلفي من التفكير في تحسين العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني أو النطق رسميا باسم الحكومة؟
يا سادتي، الحقاوي والخلفي وزيران إسلاميان، لهما مرجعيتهما التي يجب أن نحترمها، ولا نطالبهم إلا بحصيلة عملهما في الحكومة، أما لباسهما أو لباس ذويهما فلا يعنينا، لأنه بالضرورة في دائرة خاصة ولا علاقة للشأن العام به.
الحداثة ليست بهذا المعنى الضيق في النظرة إلى الأشياء، وليست حجابا يحجب النور عن أعيننا، وإلا فلا فرق بينها وبين دعوات الظلاميين. الحداثة تفترض أساسا احتراما تاما ومتبادلا مع الغير، كيفما كان هذا الغير...
المشكلة أن التركيز على الحجاب بهذا الهوس يجعله ينتقل من أعلى الرأس إلى حجب العقل لدى من يريدون، للمفارقة، أن ينتصروا أساسا للعقل.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00