موسى متروف
"عش الألم، استفِد منه، افعل شيئاً به، ودَعه ينقلك إلى المستوى التالي من العظمة"... هذه نهاية الكلام الذي نقله إلياس العمري عن الأديب والفيلسوف الروسي دوستويفسكي، في ما كتبه لأخيه، والعهدة على الراوي، قبل أربعة أيام، في تدوينة فيسبوكية.
وبالفعل، كانت المرارة تقطر من كلام العمري، وإن كان يخفيها بابتسامته، صباح اليوم في المقر المركزي لحزب الأصالة والمعاصرة، حيث كان يتحدث عن استقالته من "زعامة" هذا الحزب الذي سارت بحديثه الركبان.
ففي ندوته الصحافية، بدا أن العماري صار أمينا عاما سابقا لحزب الأصالة والمعاصرة ورُفعت الأقلام وجفّت الصحف، وفي الجزء الثاني من الصورة المركبّة، تمسّك برئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة وعضّ عليها بالنواجذ.
هنا ميّز بين "قرار فردي" رفعه إراديا، والعهدة عليه مرة أخرى، إلى قيادة "الجرار" من جهة، وقرار له فيه "شركاء"، لم يفصح عنهم، من جهة أخرى.
بالنسبة إلى "زعامة" (وأي زعامة!) "البام" الذي ما زال يحمل وزر "الخطيئة الأولى"؛ خطيئة النشأة في حضن السلطة ورعاية الدولة، يبدو أن العماري، أو هكذا بدا لنا نحن من حضر ندوته الصحافية، تحمّل مسؤوليته ويريد أن يغادر كرسي الأمين العام، الذي جلب عليه كثيرا من الضوء، وربما قبسا من النار التي التهمته!
فهو تحمّل أخطاء تدبير عام ونصف للحزب، وحتى ما اقترفته يمينه قبل هذه الفترة مباشرة، حينما كان يشرف، كما أقرّ بذلك، على التزكيات، في عهد مصطفى باكوري. وقال إنه "معنيٌّ سياسيا" بخطاب العرش و"تزامنُ" استقالته معه فخرٌ له!
في المقابل، تشبث بشكل مريب برئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، وذكّرنا بالقانون الذي يقول إنه ما دام قد تم انتخابه، فلا يمكن أن يغادر منصب الرئيس إلا بعد إقالته من طرف مجلس الجهة أو استقالته!
في هذا السياق، وبعد أن رفض الحديث عن أحداث الحسيمة، ومسؤوليته فيها، والتي أجل الخوض فيها إلى أجل غير مسمى، لا أفهم منه إلا أن الرجل لا يشعر بأنه، بهذه الصفة الثانية، معنيّ بالخطاب الملكي ذاته!
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00