بلخير سلام
لبى اللاعب الدولي السابق عبد المجيد الظلمي نداء ربه، مساء أمس (الخميس).. رحل المايسترو إلى دار الخلود، إثر أزمة قلبية، على أن يوري جثمانه الثرى، ظهر اليوم (الجمعة)، بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، بعد صلاة الجمعة.
هكذا تسقط شجرة أخرى.. هكذا خطف الموت الحكيم الصامت.. وهكذا ودعنا الظلمي/ الأسطورة، عن سن تناهز 64 سنة، وهو الذي كان يتأهب لزيارة بيت الله الحرام، وأداء مناسك الحج، ضمن اللائحة التي أنعم عليها الملك محمد السادس لزيارة الأراضي المقدسة لهاته السنة، والتي حدد عددها في عشرين رياضيا، بإشراف من مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين.
والحديث عن الظلمي (من مواليد 19 أبريل 1953) لا يمكن اختصاره في بعض السطور أو الصفحات، بل حتى في كتاب أو مجلد؛ بل هو أكبر من كل ذلك بكثير، ويكفي أن الأسطورة جاور المنتخب الوطني لحوالي 20 سنة، بدءا من سنة 1971، وتجاوزت مسيرته الكروية هذا الرقم، رفقة فريقه الأم، الرجاء البيضاوي، حيث استهل مشواره الكروي، منذ أواخر الستينات، كما فريق جمعية الحليب الذي جاوره في موسم 1987/1988، قبل أن يعود في وقت لاحق إلى أحضان العش الأخضر.
منذ بداية عقد السبعينات، صار المغاربة متعودين على رؤية لاعب مميز، ذي بنية أقرب إلى النحافة، وصاحب شعر كثير مترامي الأطراف، ورأس منحني إلى الأرض، في دلالة على التواضع مع العطاء الغزير، سواء مع المنتخب الوطني أو الرجاء البيضاوي، ليظل جدارا صامدا، كما لو أنه حاجز زاد علوا مع مرور السنوات، حتى صار من الصعب القفز عليه، فضلا عن مميزاته باللعب الفرجوي واللمسات الفنية والتمريرات الذكية، إلى درجة فرض اللاعب نفسه معشوقا لدى كل الجماهير الرياضية، سواء منها المغربية أو العربية أو الإفريقية.
وتألق ظلمي لاعبا لسنوات تجاوزت 20 سنة، سواء مع المنتخب الوطني، الذي جايل فيه عدة أجيال، بدءا بجيل الهزار وفرس وبابا، ممن فاز رفقتهم بالقب كأس إفريقيا الوحيد للكرة المغربية (كان 1976)، مرورا بجيل البوساتي ويغشى والدايدي، وصولا إلى جيل الزاكي والحداوي وبودربالة والتيمومي، حيث تمكن رفقتهم من التأهل إلى الدور الثاني من موندبال كأس العالم، وغيرها من الإنجازات، كما تميز رفقة الرجاء البيضاوي فريقه الأم، الذي توج معه بلقبين لكأس العرش موسمي 73/74 و76/77، كما جاور جمعية الحليب في موسم 87/88.
ومثلما يعد الراحل الظلمي أحد رموز الجيل الذهبي الذي شرف الكرة المغربية في مونديال مكسيكو 1986، وقبلها واحدا من المتوجين بلقب كأس أمم إفريقيا، فإنه قد حصل على جائزة اللعب النظيف التي تمنحها اليونيسكو عام 1992، أي بعد مرور عام على اعتزاله اللعب دوليا، إذ ظل طيلة مساره الرياضي يتحلى بروح رياضية عالية وأخلاق متميزة، داخل الملاعب وخارجه، على نحو جعل جميع اللاعبين والحكام والجمهور يكنون له الاحترام والتقدير، إذ لم يتعرض طيلة مشواره الرياضي الطويل لأي بطاقة أو طرد، رغم شغله مراكز حساسة، من قبيل مدافع أيمن وأيسر وقلب دفاع، ولاعب وسط متأخر.
رحمك الله يا ظلمي، وأسكنك الله فسيح جنانه وألهم زوجتك وأبناءك، وذويك وأهلك وأصهارك وأصدقاءك وكل معارفك، الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00