موسى متروف
حسناً فعل المجلس الأعلى للعلماء عندما ضمّن جدول أعمال دورته العادية الرابعة والعشرين، المنتظر عقدها، يومي الأربعاء والخميس المقبلين بالرباط، نقطة حول "آليات الارتقاء بمستوى خطبة الجمعة". لماذا؟
خطبة جمعة أحد مساجد بورگون بالدارالبيضاء، اليوم 21 يوليوز 2017، كانت صادمة حقّا "لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد". من كان له قلب على الأمة سينفطر له عليها، لأن فيها ومنها من يعتلي منبر الخطابة ولا يُدرك حجم الخطر الذي يقذفه في قلوب البسطاء في العلم كالسهام المارقة بأقصى سُرعة من رميّتها!
الرجل لم يجد شيئا يحدث الناس فيه غير "التكفير"! صحيح أنه لم يكفر أحدا بعينه، لكنه قال إن من لا يصلي كافر، ومن لا يزكّي كافر، بل من لا يطبّق حكم الله وحده كافر!
لقد انطلق من أشياء بسيطة ليطرق مواضيع معقّدة ومخيفة في زمن السديم هذا. انطلق من "حق" لا إله إلا الله، وأن من حقها أداء الفرائض، ليصل إلى أن من لايؤدي ذلك فهو غير مسلم!
ماذا لو سمعه شخص بسيط في تفكيره؟ لاشك أنه سيطلق أحكام التكفير بلا تفكير، وإذا وجد من سيلعب بعقله ويغسل دماغه، سيكون جاهزا لإراقة دم من يكفّره!
يا سادة، الكلمات ليست لعبة! والمنابر ليست لهذه الدعوات، والأولويات كثيرة لا حصر لها.
لماذا لا يخوض خطباء الجمعة في مواضيع تتعلق بالمصالح المرسلة في هذا العصر، من قبيل "حرب الطرق" القاتلة وتطبيق قانون السير، أو الرشوة التي عششت في الذهنيات قبل الإدارات والمؤسسات؟!
لماذا لا يُستعمل الوازع الديني في هذه المجالات التي أصبحت عصيّة على الحكومات المتعاقبة والخطط المتتالية؟
مواضيعُ كثيرةٌ يمكن أن تتطرق إليها خطبة الجمعة كوسيلة للتوعية والتحسيس، لذلك لابد من التفكير في "آليات الارتقاء بمستوى خطبة الجمعة"، فلننتظر من العلماء أن ينكبوا على هذا الموضوع بكل انفتاح على العصر واستحضار لحاجيات "جمهور" الخطبة ومستواه والآثار المحتملة لكل كلمة يلقي بها الخطيب على الأسماع والأفئدة...
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00