بلخير سلام
الرجاء البيضاوي.. إلى أين يسير؟.. ما هذا الاتجاه المجهول؟.. أي داء أصاب النسور الخضر؟.. وأي مستقبل ومصير ينتظران القلعة الخضراء؟؟…
على هذا النحو من الأسئلة الحارقة، التي هي بحاجة إلى أجوبة شافية، صار يتساءل كل الرجاويين، أو بالأحرى "الرجاويين الحقيقيين"، باعتبار أن أصل الداء جاء من بعض أهل الدار، على اختلاف مكوناتهم ومواقعهم.. ومن حق هؤلاء "الغيورين الخضر" أن يتساءلوا ويستفسروا، بحكم ارتباطهم بالقلب، كما بالعقل، مع نادي كبير من حجم الرجاء، وانتمائهم لكيان رياضي يعشقونه حتى النخاع.
صبيحة هذا اليوم (الجمعة)، استيقظ "شعب الرجاء"، من جماهير وباقي فعالياته ومكوناته، على قرار استقالة جماعية لأعضاء المكتب المسير للفريق، ليطل فراغ تسييري بلون القتامة، على نحو يوحي معه الواقع بذبول لون الاخضرار، الذي لطالما، ظل مشعا بمختلف الملاعب الخضراء، الموزعة على أرض الله الواسعة، وطنيا وعربيا وقاريا، وحتى عالميا، بدليل أن النادي البيضاوي صار يحمل لقب "الرجاء العالمي".
وما إن بدت خيوط الصباح تلوح في الأفق، وترخي بنورها، حتى انتشر خبر الاستقالة الجماعية، بكل تفاصيله من "جمع توقيعات بخط اليد" على عريضة موحدة، مفعمة بـ"سينياتور" كل عضو على حدة، إلا من رئيس الفريق، سعيد حسبان، ربما لـ"حسابات" تهمه لوحده، دون أن تكون في "حسبان" غيره.
كيف لا، وهو الذي أصر على تشكيل الاستثناء بـ"عدم توقيعه" كالآخرين، على نحو ما صنعه من "استثناء سلبي" في تدبير شؤون الفريق لمدة "سنة عبثية" بدت كما لو أنها "سنة ضوئية" لدى الأنصار، في ظل تثاقلها، وما تخللها من آلام وعذابات، ليبدو الرجل، كما لو أنه ما يزال يتشبث بما يمكن أن نسميه بـ"وهْم رئاسة الرجاء"، أو هكذا يبدو له، مع أنه، وللأمانة الأخلاقية وحتى القوة القانونية، لم يعد من داع لوجوده أو استمراره، قطعا، في ظل تنحي الجميع.
ورغم أن قرار الاستقالة الجماعية زاد من الفراغ التسييري القاتم داخل أسوار النادي، فإنه بكل تأكيد جاء على النحو المرغوب فيه من طرف الرجاويين، ولم يكن مأسوفا عليه، إطلاقا، باعتبار أنه يشكل مطلب الجميع، منذ مدة ليست بالقصيرة، بدءا باللاعبين المُضْرِبين، احتجاجا على مستحقاتهم المالية العالقة بذمة مكتب سعيد حسبان، كما أقساط مالية أخرى على عهد سلفه محمد بودريقة، مرورا بالجماهير التي نظمت مسيرات وحراكات احتجاجية، على تعدد شعاراتها التنديدية وتنوع لافتاتها بحمولات مستفزة للمسيرين الحاليين، كما السابقين، باعتماد الصوت والصورة، ورفع مطلب رئيسي يكمن تحديدا في "الرحيل الفوري" للرئيس حسبان ومن يدور في فلكه من أعضاء مرافقين، علاوة على عقد اجتماعات متكررة من طرف المنخرطين، من أجل الغرض ذاته، وما خلص إليه المسمى "برلمان الرجاء" من توقيع 79 من أصل 113، على عريضة المطالبة بتنحي المكتب المسير برمته، دون شروط، وهلم جرا من الأصوات المرتفعة، هنا وهناك، على نحو "مستخدَمين" لا حول ولا قوة لهم، ظلوا يشتكون جوعا، جراء تأخر مستحقاتهم من رواتب غير مؤداة، على مدى شهور طوال، بسبب جبروت مسيرين لم يكلفوا أنفسهم حتى الإحساس بهؤلاء "المساكين"، المغلوب على أمرهم، مع أن هاته المسماة "مستحقات" ليست سوى بمقدار دريهمات لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا توفر العيش الكريم، بقدر ما أنها تتيح لصاحبها، فقط، كي يحيى، لا أن يعيش.
إن الوضعية المزرية التي يعيشها نادي الرجاء صارت تشكل الهوس الأكبر لدى الرجاويين، كما لدى غيرهم من الرياضيين، في ظل هذا الذي يحدث، هنا وهناك، من "تآمر فضيع"، وما تَولّد عنه من واقع مرير لم يعد بحاجة إلى أي تأخير، وهذا الذي يشب في البيت الرجاوي من "حرائق" مندلعة عن طريق نيران صديقة، وما أصبحت تستدعيه الضرورة معها، من استحضار العقل والحكمة لدى من تبقى من "عقلاء الرجاء"، حتى لا أقول "حكماء الرجاء"، على نحو كفيل بالإعداد لـ"طاولة حوار"، يلتف حولها مختلف الفرقاء، وكل المعنيين بالمصلحة الرجاوية الصرفة، بدلا من التشبث بالمصلحة الشخصية البخسة.
رجاءً.. حاولوا، أيها الرجاويون، أن تستثمروا هذه الاستقالة الجماعية، غير المأسوف عليها، في الاتجاه الإيجابي، عبر عقد جمع استثنائي، صار متاحا بقوة القانون، من أجل اختيار الرجاوي الأنسب لتولي تدبير أمور النادي الأخضر.
رجاءً.. أنقذوا "رجاء الشعب" من بطش ما تكالب عليها من مشاكل تسييرية فادحة، وأزمات مالية خانقة، وإكراهات تقنية واضحة..
رجاءً.. كفى من الاستهتار بقيمة الرجاء.. وهيّا، من أجل طي "صفحة الألم"، وفتح "صفحات الاخضرار" على النحو المعتاد عليه سابقا، من أجل هذا "الرجاء العالمي".
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00