بلخير سلام
المهدي بنعطية.. "العميد" يقرر "الاعتزال المؤقت دوليا" بعدم اللعب للمنتخب الوطني المغربي، حتى إشعار آخر...
المهدي بنعطية.. "قائد الأسود" يقرر "العدول عن الاعتزال"، ويعلن رغبته في العودة مجددا إلى المنتخب الوطني...
يا للهول!.. من يملك التفسير؟.. من يستطيع فك هاته الإشكالية؟.. ومن بمقدوره إيجاد "حل صحيح" لهذه المعادلة الرياضية المعقدة؟، ذات الفرضية الخاطئة من الأصل، والتي لا يمكن أن تترتب عنها، حتما وبالتأكيد، إلا نتيجة خاطئة؛ إذ طالما يعتبر "الاعتزال المؤقت" بمثابة فرضية خاطئة، بحكم لا وجود لأي مفهوم لهذا النوع اللامفهوم، فمن غير الممكن أن نخلص إلى اعتبار "العودة مجددا" نتيجة إيجابية، ضمن هذه المعادلة الرياضية، مهما حاولنا اعتماد مناهج علمية، على تعددها وتنوعها.
وأتحدث هنا بلغة الرياضيات طبعا، وليس بلغة الرياضة، طالما أننا صرنا نستشعر، بين الفينة والأخرى، أن بعضا من أهل الرياضة صارت تخونه الروح الرياضية، لغاية الأسف، وربما في منأى عن الروح الوطنية، التي يقتضي الواجب الوطني التحلي بها من أجل هذا الوطن العزيز على قلوب المغاربة.
كم حاولت، شخصيا، إيجاد تفسير يدلني على هذا "المفهوم الجديد" لهذا الذي صار يسمى "اعتزال مؤقت".. لكني، وللأمانة، أعترف أني أعجز كلما حاولت إعادة المحاولة من جديد، من أجل الفهم والإدراك، دون جدوى... وأملي أن يدلني كل من رأى أنه بإمكانه العثور على حل لذلك، ولو من قبيل "حل شبه مُقنِع" لهذا اللغز المُقنَّع، والمركب على نحو صيغة مختصرة في عبارة "اعتزال الاعتزال؟!"، بمعنى أن بنعطية يعلن، اليوم، أنه يعتزل ذلك الاعتزال الذي سبق أن قرر اتخاذه، في وقت سابق، وهو الذي قال قبل حوالي أربعة أشهر: "اعتزلت مؤقتا؟"، بخلاف رغبة اليوم: "عفوا، سأعود مجددا!".
بعد اختتام نهائيات "الكان 2017"، ببضعة أسابيع، وطي صفحة مشاركة الكرة المغربية بما كان لها وعليها، ارتأى اللاعب المهدي بنعطية أن يعلن "اعتزاله مؤقتا على المستوى الدولي بداعي التركيز على كسب رسميته ضمن تشكيلة فريقه جوفنتوس الإيطالي".. هكذا نزل الخبر، ولي اليقين أنه صدم الكثيرين، حتى ولو في غياب تعاليق بشأنه، سيما وأن الناس ملوا من تقديم تنبيهات، في ظل توالي اللامبالاة، ولا أعتقد أن صدمة هؤلاء كان مردها لـ"تخوفهم من فقدان العميد"، بقدر ما كانت الصدمة، بكل تأكيد، في صيغة امتعاض من الطريقة المستفزة للجماهير المغربية لهذا المسمى "اعتزال مؤقت"؛ لهذا القرار أو "اللاقرار"، طالما أن الأمرين سيان.
والأشد غرابة أن يطل علينا، اليوم، خبر مفاده أن اللاعب بنعطية قرر "العدول عن قرار الاعتزال وإعلان العودة مجددا إلى المنتخب الوطني"، وكأن المنتخب الوطني مجرد من أي قدسية، مع أن قيمته الوطنية تضعه ضمن مقدسات البلاد لدى العباد، اعتبارا للتمثيلية الوطنية المفروضة، وشرف حمل القميص الوطني، وما يتخلل ذلك من الدفاع عن العلم المغربي وعزف النشيط الوطني في الملتقيات الدولية والقارية وغيرها.
وهنا يحضرني سؤال بسيط، وهو: من يحق له اتخاذ القرار بشأن تشكيلة المنتخب الوطني، وفي أي بلد كان.. هل من لدن الجامعة الوصية بمعية المدرب المعين، أم من طرف اللاعب؟؟.. أكيد أن الجواب واضح وفي غنى عن أي تأويل، وإلا، فلنترك كل لاعب يتصرف، حسب مزاجه وهواه؛ يقرر "الاعتزال المؤقت" متى شاء، وبعد ذلك، يقرر "العودة إلى المنتخب" متى أراد...
ولعل الفظاعة "العظمى" تكمن في تمادي "القيمين" أو "القائمين" على الشأن الرياضي، والكروي، تحديدا، برئاسة فوزي لقجع، بصفته المسؤول الأول عن "شأن كرة القدم المغربية"، في التساهل العبثي مع مثل هاته "الفلتات غير المسؤولة"، إن لم أقل التشجيع عليها، عن قصد أو عن غير قصد.
وتبعا لكل ما أثير، فلنتوقع، أن يأتينا لاعب آخر، أو لاعبون آخرون، غدا أو بعد غد، ويخبرنا أحدهم أو بعضهم بقرار "اعتزال مؤقت"، وبعدها بقرار "العدول عن اعتزال".. وحينها لا يجب أن نفاجأ إزاء هؤلاء، طالما أننا كنا مذنبين في "تأسيس القاعدة"، و"لا استثناء مع القاعدة"، كما يقال.
كم وددت أن أكون خاطئا في حدسي بخصوص "توجه المسؤولين نحو قبول عودة بنعطية"، لكن والحال أن أنباء تفيد رغبة لقجع ورونار في مجالسة بنعطية من أجل هذه العودة بالذات، فإن في ذلك "تكريسا للعبث"، و"تحفيزا ضمنيا" لكل لاعب على "الاعتزال متى شاء"، كما على "العودة متى أراد".
ولنا في ما يمكن أن نسميه بـ"لقاء صلح أمستردام"، إزاء حالة حكيم زياش، وزائريه لقجع ورونار، الكثير من الاستهتار بالأمانة الوطنية، مع أن قوانين "الفيفا" واضحة في هذا الباب، وتعاقب كل رافض لدعوة تمثيل الوطن، بناء على رفع شكوى من الطرف المتضرر، بحكم أن "الوطن يعلو ولا يعلى عليه"، ويبقى فوق كل اعتبار وفوق الجميع".
ورب قائل قد يقول إننا بحاجة إلى أمثال بنعطية وزياش، بداعي "الكفاءة الكروية وحاجة المنتخب إليهم، أو شيء من هذا القبيل".. لكن لا، يا ناس، استنادا إلى أن المنتخب الوطني لا يتوقف على لاعب أو اثنين، وحتى أكثر، وإلا، ما الجدوى من عمل الجامعة والعصب والأندية، وصرف الملايير من المال العام، والتغني بـ"تطوير كرة القدم المغربية" وبـ"إنتاج طاقات واعدة"، من بين آلاف اللاعبين الممارسين بمختلف ملاعب أرض الله الواسعة، مقابل معاناتنا من إيجاد 11 لاعبا، بمقدورهم تمثيل راية هذا الوطن العزيز على قلوب المغاربة.
هذا جزء من كثير، وغيض من فيض.. قد أقف عند هذا الحد، وقد أضيف المزيد، بالنظر إلى تعدد الحالات الشاذة، التي تؤثر سلبا على تنمية كرة القدم المغربية، كما في ما عداها.
هراء في هراء!!... ومغالطات فاضحة، تحاول استبلاد العقول، وإن كانت مثل هذه الهراءات والمغالطات تفتقد لأي قدرة على هضمها من طرف المغاربة.
رجاء.. من المفروض علينا أن نقيم الاعتبار اللازم لهذا المنتخب الوطني.. وأن نستحضر القدسية الواجبة لهذا الوطن المغربي، على نحو يتماشى مع طبيعة الحياة التي نعيشها على هذه الأرض الطيبة، والتي نحياها، جميعا، هنا والآن؛ هنا في وطننا الغالي، والآن في زمننا الحالي.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00