بلخير سلام
ساهم هيرفي رونار، مدرب المنتخب الوطني، في تكريس العقدة الكامرونية بالنسبة إلى كرة القدم المغربية، بتلقيها هزيمة إضافية، اليوم (السبت)، برسم الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا (الكان 2019)، بمشاركة رئيس الجامعة الملكية فوزي لقجع، من خلال صمته، وانكبابه على جوانب أخرى، ربما تهمه لوحده، على حساب أولويات المنتخب الوطني، الذي يشكل العشق الكبير والأول لجميع المغاربة.
وجاءت السقطة الجديدة لـ"الأسود"، على أرضية ملعب أحمدو أهيدجو بالعاصمة الكامرونية ياوندي، نتيجة أخطاء فادحة بالجملة لدى رونار، الذي يبدو أنه فقد الكثير مما ينعت به من "ثعلبية"، سواء على مستوى الاختيارات البشرية وإصراره على التشبث بلاعبين أشبه بأشباح، أو عملية توظيف اللاعبين، أو اعتماده تغييرات غير مفهومة، فضلا عن تعنثه المبالغ فيه، من خلال مواصلته الرمي بتصريحات لامسؤولة وهاوية هنا وهناك، كما لو أن الرجل يتأهب لـ"الهروب" بعيدا من منطلق شعوره بعدم قدرته على تحقيق الواجب عليه، من قبيل "التأهل لمونديال روسيا"، وفق ما هو متضمن للعقد، ومقابل ما يتقاضاه بالعملة الصعبة، أو أنه يخطط لشيء معين قد يخصه لوحده، ولا يمت لدوره كـ"قائد مسؤول" على منتخب وطن وراءه ملايين المتتبعين والجماهير العاشقين.
التعنت المبالغ فيه لدى رونار
منذ حلول هيرفي رونار على رأس الطاقم التقني للمنتخب الوطني، خلفا للإطار الوطني بادو الزاكي، إلا وظل يخطط لفرض ذاته على الجميع، بحق أو بدون حق، سواء على مستوى تحدياته للمكتب الجامعي برئاسة فوزي لقجع، عبر القيام بكل ما يحلو له، إلى حد تعمده في إثارة مجموعة من الفتن الداخلية، في غياب أي حسيب ولا رقيب.
ولم يقف رونار عند هذا الحد فحسب، بل إنه أصر على مقاطعة الصحافة الوطنية، وتفضيله إعطاء تصريحات خارج المملكة المغربية، خاصة الصحافة الفرنسية، وغيرها، كما لو أنه يدرب منتخبا خارج الحدود، وفي ذلك تجاوز غير مقبول للإعلام الوطني وللرأي العام المغربي، بل إهانة كبرى للوطن، لغاية الأسف، والتي ربما لم ينتبه إليها أحد، أو أن هناك من يشاطره الرأي في ذلك، بمن فيهم لقجع نفسه، بدليل عدم محاولته، بالمرة، لثني هذا الفرنسي عن أفعاله.
عشوائية الاختيارات في لائحة رونار
لطالما تحدث الكثيرون عن ضرورة استقلالية أي مدرب في عمله التقني، وتمتيعه بما يسمى بالبطاقة البيضاء، سعيا إلى أداء مهامه على أحسن وجه، لكن حالة رونار يبدو أنها تجاوزت كل ذلك بكثير، عندما ظل الرجل يستدعي لاعبين أثبتوا مرارا أنهم غير مؤهلين لحمل القميص الوطني.
ولعل خير مثال يكمن في حالة اللاعب يوسف النصيري، مثلا، الذي لم يلعب مع فريقه مالقا الإسباني، منذ شهر مارس الماضي، سواء على صعيد البطولة أو الكأس، وغيره ممن لايشاركون رسميين ضمن فرقهم، ومع ذلك تشرع لهم الأبواب على مصراعيها، كما لو أن المنتخب صار بمثابة حقل تجارب بالنسبة إلى هؤلاء، أمام مرأى ومسمع المغاربة، وما يتخلل ذلك من حرقة العاشقين المتيمين بحب الوطن الغالي، لاسيما في ظل التهميش المتعمد لنجوم طالما ظل الجمهور يتغنى بهم ويطالب بالمناداة عليهم، دون جدوى، ليبقى المغربي حكيم زياش، نجم أياكس أمستردام، الأبرز في تقديم الأدلة المدينة لرونار ومن يدور في فلكه من متآمرين بالذنب المبين للكرة المغربية ولهذا الوطن الذي نعتز جميعا بالانتماء إليه.
انتهى الكلام!.. مع سقطة ياوندي وهواية لقجع ورونار
يبدو أن "الكلام انتهى" مع رونار، وربما مع لقجع نفسه، باعتبار أن لا كلام صار ينفع مع هذين الشخصين، ومن معهما، إن كان فعلا من ينصت إلى "جزء من كلام معقول"، خاصة أن العبث بات يعشش في بيت المنتخب الوطني، ومعه كرة القدم المغربية بشكل عام، بسبب هذين الرجلين، بحكم أن المدرب الفرنسي صار يتخذ الفريق الوطني كما لو أنه لعبة بين يديه، يستعملها على النحو الذي يحلو له، وهو الذي لم يحقق شيئا يذكر منذ مجيئه، رغم أن بعض الناس، سامحهم الله، أوهموه بإحراز شيء ما، في "كان" الغابون، بوصوله الربع النهائي، والحقيقة أن الأمر ليس كذلك، إطلاقا، كما عبر بعض العاقلين، في حينه، دون الإنصات إلى تنبيههم، بكل أسف، بل تم اتهامهم، بكل أسف، من طرف المستفيدين من الوضع، بما وصفوه كونهم "أعداء النجاح".
ويبدو أن فوزي لقجع نفسه ظل يساهم في الوضع الكارثي للنتائج المحصل عليها من طرف المنتخب الوطني منذ قدومه، عن طريق مظلة، على رأس الجامعة الملكية، دون الحديث عن المستوى الباهت للبطولة الوطنية التي تسمى تجاوزا بـ"الاحترافية"، وما هي كذلك، أبدا. كيف لا وأن لقجع ظل منكبا على تلميع صورته، بالسفر هنا وهناك، عبر مختلف البلدان والقارات، والحرص على تعزيز ألبوم صوره مع إنفانتينو "الفيفا" وملغاشي "الكاف"، والبحث عن هذا الموقع وذاك، مع إغفاله بالمرة للنتائج التقنية، على غرار منتخبات إفريقيا، حتى المتواضعة منها التي صارت تتقدم علينا درجات في التصنيف العالمي، وحتى الإفريقي، علما أن الإنجازات والألقاب هي الأساس من وراء الرياضة، باعتبارها الكفيلة لوحدها كي تحظى بالاعتراف من طرف التاريخ، وهي الأهل للتدوين التاريخي، وليس شيئا آخر، من قبيل سفريات لقجع وحوارييه، ومآدب الغداء والعشاء، التي تصرف عليها الملايين، حتى لا أقول الملايير، على حساب مالية الجامعة وخزينة الدولة وجيب الشعب.
05 janvier 2024 - 12:00
19 décembre 2023 - 12:00
18 novembre 2023 - 20:00
18 septembre 2023 - 20:00
19 juillet 2023 - 10:00
07 novembre 2024 - 12:00