في العام الماضي، كان يحلم بفضاء يضم الكتبيين، حيث يمكن للناس التردد عليه طيلة السنة. واليوم يحلم بمعرض دولي للكتاب المستعمل بفضاء المعرض الدولي بالدار البيضاء.
يؤكد الكتبي يوسف بورة من محله بسوق القريعة بالدار البيضاء، أن الحلمين قابلان للتحقق، وإن لم تبذل بعد مساع من أجل ذلك. وفي انتظار التفرغ لهما، ينكب هذه الأيام على الإعداد للمعرض الوطني للكتاب المستعمل.
بورة يرأس الجمعية البيضاوية للكتبيين، التي تسهر على تنظيم الدورة العاشرة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل التي تنعقد تحت شعار "ثقافات المغرب الإفريقي ".
المعرض سينظم بساحة السراغنة بدرب السلطان العتيد بالدار البيضاء، . منطقة يعبرها يوميا الآلاف من البيضاويين وزوار المدينة الذين يستهويهم ذلك الحي الذي يشهد حركة لا مثيل لها في جميع أنحاء المغرب.
وسيشارك في الدورة العاشرة للمعرض، حوالي 60 كتبيا، أي 10 في المائة من الكتبيين الذين ينشطون بالمغرب، ويذهب بورة إلى أن عدد العارضين من الكتبيين، كان يمكن أن يكون أكبر من ذلك، غير أن مساحة العرض لا تتسع للجميع، بسبب مساحته الضيقة.
وينتظر أن تضم ساحة السراغنة، حسب بورة، الآلاف من الكتب المستعملة، وهي كتب يبدأ سعرها من درهمين إلى 100 درهم، حيث تلب انتظارات الجميع من قراء وباحثين.
لا يكف بورة عن الحديث عن وضعية الكتبيين في المغرب. سيجتمعون خلال مدة معرض الكتاب المستعمل، ثم يعودون إلى محلاتهم بعد ذلك، حيث يتوزعون على أسواق هامشية بالقريعة و درب غلف وشطيبة والمدينة القديمة. هذه وضعية تثير استياء يوسف بورة.
هو يحلم اليوم بفضاء يضم محلات الكتبيين طيلة العام، ومعرض دولي للكتاب المستعمل. حلمان يراهما ممكنين. ألم يتمكن رفقة ثلة من الكتبيين من تجسيد حلم معرض الكتاب المستعمل قبل عشرة أعوام؟
كان الغرض من فكرة المعرض الوطني للكتاب المستعمل تقريب الكتاب من ساكنة الدار البيضاء والمغاربة وإغراء المغاربة بالقراءة. فهذا الكتبى يحس أنه مسؤول عن تدني مستوى القراءة بالمغرب ويأسف لعدم توفر معارض أخرى للكتاب المستعمل بالمغرب.
يراوده حلم لا يكف عن الحديث عن تفاصيله. يحلم بفضاء يضم الكتبيين جميعا. فضاء تعرض فيه الكتب المستعملة، ويضم مقاه ومطاعم و فضاءات للعب الأطفال و قاعة للندوات. فضاء يؤمه المثقفون والأسر التي يمكن لها ولأطفالها، أن يكتسبوا ذلك الشغف الجميل بالكتاب والقراءة. لا يكف عن مغازلة ذلك الحلم، في انتظار أن يستجيب له من يهمهم الأمر، لكن وزارة الثقافة مازالت لم تتفاعل بشكل إيجابي مع هذا المشروع.
عندما يتحدث عن هذا المشروع، يستحضر نماذج أخرى تعرفها بلدان أخرى. يحيلك على سوق الأزبكية بالقاهرة و شارع المتنبي ببغداد و كتبيي باريس. تلك أسواق يؤمها أبناء البلد من مواطنين عاديين ومثقفين، بل إنها أضحت مقصدا للسياح الذين لا يمكن للعديد منهم أن يزوروا تلك المدن دون أن يعرجوا على تلك الأسواق بحثا عن كتب مستعملة، قد لا يجدونها في مكتبات أخرى.
لا يتوقف حلم بورة عند هذا الحد، بل تراوده فكرة تنظيم معرض دولي للكتاب المستعمل. لا يتوفر إلى حدود الآن، على تصور لما يجب أن يكون عليه ذلك المغرب، لكنه يعتبر أن المعرض ممكن تنظيمه، إذا لقي الدعم من الجهات التي يمهمها أمر الكتاب.
في انتظار تحقيق أحلامه، يأسف بورة لتبخيس مهنة الكتبي الذي يقوم بدور كبير في نشر الثقافة في المغرب. يتصور بورة الذي يمارس هذه المهنة منذ 1987 أنه يفترض تكوين الشخص الذين يمارس هذه الحرفة حتى يكون في مستوى انتظارات القراء. يعتبر أنه يجب اشتراط مستوى الباكالوريا لممارسة تلك المهنة، بالإضافة إلى تكوين حول المهنة.
22 avril 2024 - 16:15
21 avril 2024 - 18:00
19 avril 2024 - 12:00