ونحن نستعد لتوديع سنة 2018 بما حملته من أحداث مفرحة وأخرى مأساوية على غرار سابقاتها. راجين ككل عام يحل الحول المقبل حاملا معه الأفراح والمسرات. وجب أن نستحضر وكما دأبت العادة أسماء عدد من الأعلام والشخصيات التي غادرت عالمنا بعد أن دونت في إحدى تواريخه مرورها بمداد من ذهب في عدد من المجالات.
سنة 2018 رحل عن عالمنا عددا من الفنانين المغاربة الكبار، الذي بصموا بصمات خالدة في مجال الفن ببلادنا، أبرز رُزء فادح شاهده المشهد الفني المغربي هاته السنة، كانت فاجعة وفاة الفنان حميد الزاهر هرم الأغنية الشعبية المراكشية بتاريخ 10 دجنبر، عن سن 81 سنة، وذلك بعد صراع مرير مع المرض. ألزمه الفراش لمدة طويلة.
هرم آخر فقدته الأغنية المغربية هاته السنة، ويتعلق الأمر بالفنان محمد المزكلدي، والذي لبى نداء الرفيق الأعلى يوم الاثنين 29 يناير من السنة الجارية بالمستشفى العسكري بالرباط بعدما أعلى للفن والأغنية المغربيتين الشيء الكثير لينال لقب "سفير الأغنية المغربية بالمشرق".
التراث الشفهي الشعبي نعى خلال السنة التي سنودعها كذلك أحد رموز ظاهرة الثنائيات الفكاهية المشهورة بالمغرب، "قشبال" يودع "زروال"، بعد رحلة فنية إنسانية وجدانية دامت لعقود زاوج فيها الثنائي المغربي بين نغمتي "الوثار" و"البندير" في قالب هزلي فريد. بشار علي بن محمد المعروف بـ"قشبال" ومن داخل منزله وبمسقط رأسه مدينة سطات وافته المنية بداية شهر غشت المنقضي بعد رحلة معاناة مع المرض.
عشاق أغنية "الراي" عبر العالم، ودعوا خلال هاته السنة كذلك أيقونة أغنية "الراي" المغربي، الشاب ميمون الوجدي، بعد معاناة مع مرض السرطان، صاحب أغنية "أش بكاك يا نوارة"، صاحب الابتسامة القاهرة لكل العراقيل والمحن، أطفأ شمعة حياته في 11 نونبر عن عمر 68 ربيعا مخلفا ربيرتوارا مهما في نمط غنائي نال شغف المحبين لأغنية الراي الهادئة والهادفة.
خديجة جمال، الممثلة التي قاومت الاستعمار، قرر القدر أن يوقف مسيرتها الإنسانية هاته السنة وبالتحديد يوم 5 أكتوبر وعمرها 83 سنة، الفقيدة التي تعرف عليها الجمهور المغربي من خلال سلسلة "لالة فاطمة"، كانت مرتبطة بضابط جزائري حيث قضية جزء مهمة من حياتها بالجارة الجزائر.
ولو أنه شهرتها ظلت حبيسة بعض الأعمال الفنية المغربية، إلا أن وفاتها خلف صدمة كبرى في الوسط الفني المغربي، الممثلة المغربية، فاطمة الشيكر، المعروفة في المغرب بلقب "مامي"، توفيت بدورها هاته السنة، بعد مسيرة طويلة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية.
تعرف عليها الجمهور المغربي أكثر بعد ظهورها في فيلم "الدويبة" للمخرجة فاطمة بوبكدي، بعد نجاحه في المغرب، لكن مسيرتها بدأت مبكراً جداً في الستينيات مع المسرح، إذ انطلقت حياتها الفنية من المسرح البلدي بالدار البيضاء سنة 1964 مع الطيب الصديقي، أب المسرح المغربي.
عن سن 35 سنة خطفت يد المنون كذلك، وبدون سابق إنذار الفنانة وئام الدحماني، الفنان الاستعراضية، يوم 22 أبريل المنصرم بمدينة أب بوظبي الإماراتية، التي تقيم بها لسنوات.
وفاة وئام الممثلة والمذيعة ابنت مدينة القنيطرة، كانت بمثابة صدمة كبيرة عرفها الوسط الفني المغربي والعربي. واشتهرت الراحلة بعدد من الأعمال الفنية أبرزها "أهلا وسهلا"، و"سجناوي". كما قدمت برامج عدة تهتم في السينما الهندية. ودخلت عالم التمثيل الدرامي سنة 2011. حيث كانت تستعد لعمل برنامج يُعرض في رمضان الماضي. قبل أن توافيها المنية خلال هاته السنة.
رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
20 décembre 2023 - 20:00