في الوقت الذي تجدد فيه انتشار داء الليشمانيا بعدد من المناطق بإقليم زاكورة، والذي نتج عنه إصابة عدد من الساكنة أغلبهم تلاميذ بتشوهات، دق حقوقيون ناقوس الخطر بشأن هذا الداء، الأمر الذي جعل وزارة الصحة تخرج عن صمتها مؤكدة أنها تقوم بحملات ميدانية للكشف وعلاج الداء وتتبع حالات التلاميذ بالمدارس المتواجدة بالمناطق الموبوءة.
دق ناقوس الخطر!
وفي هذا الصدد، قال عثمان رزقو، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، إنه "منذ السنة الماضية ونحن ندعو المسؤولين إلى ضرورة القضاء على مسببات المرض، من قبيل المستنقعات المجمعة للمياه الراكدة، وبقايا الحيوانات، والذباب والناموس، والنقط السوداء المجمعة للأوساخ..إلخ".
واعتبر رزقو في تصريح لـ"مواطن"، أن هذه المسببات المذكورة، هي في الواقع من يجب القضاء عليها ووضع حد لها، وألا يتم الوقوف عند التشخيص والكشف وتوفير العلاج كلما تجددت الليشمانيا.
وشدد على أن السلطات المحلية والجماعات الترابية من واجبها القيام بحملات النظافة بشكل يومي، بمساعدة ساكنة المناطق الموبوءة بجماعتي "بني زولي" و"تمزموط".
وأشار رزقو إلى أن الجمعية تواصلت مع عامل الإقليم من أجل التدخل للحيلولة دون تكرار سيناريو وصيغة السنة الماضية التي طبعها التأخر في التدخل من أجل القضاء على الداء، الأمر الذي جعله يستفحل بشكل كبير.
وأكد المصدر ذاته، أن العشرات من الأشخاص قد تم تسجيل إصابتهم بداء الليشمانيا بعدد من الدواوير بالمدينة، مشددا على ضرورة التدخل بشكل مستعجل من أجل الحد من استفحال الظاهرة.
الساكنة تعاني!
"الساكنة تعاني.. خصوصا الأطفال".. هكذا يقول مواطن ينحدر من دوار "أخلوف" التابع لجماعة تنزولين بالإقليم، مشددا أن الليشمانيا نخرت أجسداهم وشوهتها خصوصا الأطفال والتلاميذ الذين يلجون إلى مدارسهم بوجوه تملؤها الندوب من أثر هذا الداء.
وأكد "العربي" في اتصال هاتفي مع "مواطن"، وهو الذي أصيب بالداء أيضا في يده اليمنى، أن بعض الأشخاص ممن هم غير معتادين على مثل تلك الحقن التي خصصتها الوزارة من أجل علاج المصابين، ما يزالون يلجؤون إلى مواد تقليدية بديلة من قبيل القطران، الملح، الحناء.. وغيرها، وذلك رغم توفر أدوية في شكل حقن أو مراهم لمحاولة الحد من انتشار المرض.
وشدد على أن بعضا من الساكنة يعتقدون أن الدواء المقدم من طرف الوزارة لا يعالج كما يجب، معتبرين الأمر بمثابة حل "ترقيعي" وليس فعالا مائة في المائة، لأنه إن كان فعلا يعالج، لتمت القضاء على هذا الداء الذي تعاني منه الساكنة منذ مدة.
الصحة.. الوضع عادي!
أمام هذا الوضع الحالي الذي يتخبط فيه الإقليم، خرجت وزارة الصحة تؤكد أن الحالة الوبائية، المتعلقة بانتشار داء "الليشمانيا" بإقليم زاكورة، "عادية ولا تدعو للقلق"، مشددة على أن "جميع الحالات التي تم تشخيصها قدمت لها العلاجات الضرورية".
وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها أمس الثلاثاء 25 شتنبر الجاري، أنه جرى تسجيل ما مجموعه 113 حالة ابتداء من شهر يوليوز إلى الآن، في حين تم تسجيل 24 حالة بمنطقة بني زولي، وحالة واحدة بمنطقة تامزموط، 24 حالة بمنطقة تنزولين، وذلك وفقا للإحصائيات المعتمدة من طرف المصالح الصحية الإقليمية.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة تنظم منذ شهر شتنبر 2018، في إطار تفعيل البرنامج الوطني لمحاربة داء الليشمانيا، حملات ميدانية لكشف وعلاج داء الليشمانيا، وتشمل هذه الحملات الميدانية الأطفال الممدرسين وكذا ساكنة الدواوير الموبوءة بهذا المرض.
وأضاف بلاغ الوزارة، أن المصالح الصحية، تعمل خلال هذه الحملات على القيام بالفحص والتشخيص المخبري وتتبع حالات التلاميذ بالمدارس المتواجدة بالمناطق الموبوءة، مبرزا أن هذه الحملات، مكنت من الكشف عن بعض الحالات والتكفل بعلاجها مجانا بمختلف المراكز والمؤسسات الصحية التابعة لمندوبية وزارة الصحة بزاكورة.
وبالموازاة مع عمليات الكشف، فإنه تتم تعبئة جميع الفرقاء من جماعات محلية، ومجتمع مدني ومصالح خارجية تابعة لوزارة الفلاحة والتنسيق معهم من أجل التوعية الصحية للسكان، إلى جانب المكافحة الكيميائية للجرذان (الفئران) في التجمعات الموبوءة، والصرف الصحي للنفايات، عن طريق تأطير السكان وتوعيتهم حول أهمية النظافة، يردف البلاغ ذاته.
وأوضحت وزارة أنس الدكالي، أنه خلافا لما يروج في بعض سائل التواصل الاجتماعي، أن "داء الليشمانيا مرض ينتقل من إنسان إلى إنسان وعلى أنه مرض قاتل، فإن الوزارة تؤكد أن الليشمانيا الجلدية من الأمراض الطفيلية التي يصاب بها الإنسان عبر لسعة بعوضة تسمى الذبابة "الرملية"التي تنقل المرض إلى الإنسان السليم من حيوان حامل للمرض (الجرذان)".
وتابعت أن هذا المرض لا ينتقل بصفة مباشرة من إنسان إلى آخر ولا يشكل خطورة على حياة المريض بحيث يمكن العلاج التام منه، إلا في بعض الحالات التي يمكن أن يترك هذا المرض ندوبا جلدية ناتجة عن تأخر المريض في طلب الاستشارة الطبية والعلاج.
20 décembre 2023 - 20:00