إسماعيل الطالب علي
خلف الحريق الذي شب بواحة "ترامازيغ" وواحة "اكرض" التابعين لجماعة تمنارت بإقليم طاطا، في الآونة الأخيرة، احتراق حوالي 50 ألف نخلة، على غرار إحصائيات وزارة الفلاحة التي تقول بإتلاف ما مجموعه 35 ألف نخلة.
وأكد مصدر من داخل جماعة تمنارت، فضل عدم الكشف عن نفسه، في تصريح لـ"مواطن"، أنه لحدود الساعة قد بلغ عدد النخيل الذي أحرق ما مجموعه 50 ألف نخلة"، مشيرا في الوقت ذاته أن "ليلة أمس قد شب حريق آخر بالواحة، نتيجة رجوع الرياح الغربية التي أشعلت بقايا الحريق الذي كان قد شب الإثنين الماضي، والذي اتسعت رقعته بشكل كبيرة بسبب الرياح الشرقية التي كانت تهب في المنطقة".
وأضاف المتحدث، أنه فور نشوب النيران مجددا، عمل رجال المطافئ على إخمادها بشكل سريع، مبرزا أنهم ما يزالون مرابطين في المنطقة منذ الاثنين الماضي، حيث يعملون على إخماد باقي البؤر التي ما زالت تحتوي على بقايا الحريق.
ومن جهته، قال رئيس جماعة تمنارت، عمر بوهوش، في اتصال هاتفي مع "مواطن"، أن "لوزارة الفلاحة معايير أخرى في تحديد ماهية النخلة، وما إن كانت النخلة التي لها 3 أمتار أو 4 تعتبر نخلة أم لا؟"، موضحا أنه "في الرسم الخرائطي يظهر فقط حريق النخل الذي يبلغ أمتار كثيرة، أما النخل الصغير فقد أحرق بسرعة لدرجة أنه لم يبق له آثار، وبالتالي فالوزارة قامت باحتساب النخيل الذي ما زال شامخا أما الذي أحرق عن أكمله وسحق فلم يتم احتسابه".
واعتبر أن الوزارة في حصيلتها ركزت على النخل فقط، وإن كان النخل في الدرجة الأولى بمعدل 90 أو95 في المائة، ولكن هناك أيضا عددا مهما من الأشجار المثمرة الأخرى المعروفة بها المنطقة بشكل كبير جدا، من قبيل الرمان والعنب والمشمش والكرموس.. وغيرها، مشيرا أنه عندما نتحدث عن الحريق فيجب أن نستحضر جميع هاته الأمور.
وأكثر من ذلك يقول المتحدث، أن هذا الحريق قد أتى بالتزامن مع بداية جني مجهود سنوي كامل، على اعتبار أن جني الثمر يكون مع بداية شهر شتنبر.
ولفت بوهوش أن الأرقام ليست مهمة، بل الآثار والنتائج المحصلة عن هاته الحرائق هي الإشكال الحقيقي الذي يجب الوقوف عليه.
ويشار إلى أنه وبحسب المعطيات التي قدمتها وزارة الفلاحة، فإن حوالي 15000 نخلة احترقت في واحة تارمازيغ، و 19500 في واحة اكرض.
وكانت ساكنة دواري تلمازيغ وأكرض بجماعة تمنارت إقليم طاطا قد استافقت على وقع حريق مهول، حوالي الساعة الثالثة صباحا من الإثنين الماضي، حيث تصاعد دخان كثيف، وصعود لهيب النيران بواحة تلمازيغ البعيدة عن مركز الجماعة بحوالي كيلومترين تقريبا، لتنتقل بعدها النيران لواحة أگرض التي لم تسلم بدورها من قوة الحريق.
19 avril 2024 - 12:00