يوسف لخضر
خلال الندوة الصحافية التي نظمتها جمعية “مائة بالمائة أمهات”، أمس بالرباط للإعلان عن انطلاق الإذاعة الجمعوية الخاصة بالأمهات العازبات بالمغرب، كان هناك نقاش جدي وجريء لامس معاناة فئة من المجتمع، تخللتها لحظات دموع فشلت في إخفاء ظلم تعيشه هؤلاء النساء.
الإذاعة الجمعوية التي ستبث برامجها عبر الأنترنيت، هي الأولى من نوعها في المغرب، ستحكي خلالها أمهات مغربيات عازبات تجرعن مرارة أن تكون المرأة وطفلها بدون زوج وبدون حقوق، في الوقت الذي لا يقدم لهن أي دعم ولا تكفل لهن مدونة الأسرة أي حق.
الإذاعة الجمعوية جاءت، بمبادرة من جمعية “مائة بالمائة أمهات” بمدينة طنجة بدعم من الاتحاد الأوروبي وبشراكة مع وزارة الأسرة والتضامن وجمعية إيطالية “سولتير”، حيث جرى تكوين عدد من الأمهات العازبات في تقنيات الإلقاء عبر الإذاعة لكي يتكلفن بحكي قصصهن وشهاداتهن.
في الندوة، تحدثت إحدى هذه الأمهات العازبات بوجه مكشوف وبشجاعة، دافعت فيها عن هذه الفئة المظلومة في مجتمع لا يقبلهن، حيث قالت: “أنا لست مخطئة لوحدي، وإذا كان هناك خطأ فليس خطأي وحدي، بل كان نتيجة تعدد مساهمين منها العائلة والمجتمع والشخص الذي وثقت فيه هذه المرأة".
وتضيف قائلة: “الأم العازبة هي التي تبقى في الواجهة، لأنها هي التي تحمل وتلد وتربي الطفل، أما الذي يشكل عنصر أساسياً في هذا المشكل يختفي، كما أن العائلة تضغط وتقمع الفتاة وتعيش الحرمان، ويكون الحل أمامها هو الخروج إلى الشارع، وهنا تتعرض للمعاناة".
“أنا لدي تجرية مرة كثيرة، لن أنساها، لكن هذه التجربة أعطتني طفلة برئية ليس لديها أي ذنب، ليس ذنبي أني أم عازبة، ولم أختر ذلك، تمنيت لو كنت زوجة لديها زوج وأطفال وأسرة كما عموم الناس، لكن حُكم علي أن أكون أم عازبة، حين تم استغلالي حلمي وظروفي وضعفي”.
هذه التجربة الإذاعية الأولى من نوعها في المغرب تهدف إلى “تحسيس الرأي العام والمؤسسات العمومية وجميع لأطراف المعنية بـ قضية الأمهات العازبات”، وتعتبر أنها “قنطرة وصل بين الأمهات العازبات وجميع المجتمع والفاعلين والأطراف المتعاونة”.
وستبث الإذاعة، عبر ساعة أسبوعياً في البداية، سبعة برامج منها “استشارة قانونية”، و”صحة الأم والطفل”، و”نقاش مفتوح”، و”حديث النساء”، و”شهادات”، إضافة إلى برامج تحسيسية”. في أفق توسيع شبكة البرامج وتكوين أمهات عازبات في هذا المجال.
وتقول جمعية مائة بالمائة أمهات، إنه رغم التقدم الذي عرفته مدونة الأسرة بالمغرب فيما يخص حقوق النساء، إلا عدداً من المقتضيات لم تتطرق لوضعية الأمهات العازبات وأطفالهن، وهو ما دفع إلى مضاعفة جهودها، عبر الاشتغال اليومي مع الأمهات العازبات والتكفل بهن.
جدير بالذكر أن الإذاعات الجمعوية بالمغرب تبث فقط عبر الأنترنيت، وليس من حقها الاستفادة من نظام الإرسال الترددي FM، إذ أن القانون الخاص بالمجال السمعي البصري لا يتيح ذلك حالياً، رغم المطالب التي تقدمت بها جمعيات منها منتدى بدائل المغرب.
يمكن متابعة الإذاعة عبر الموقع الإلكتروني: http://radiomeresenligne.ma