لم يكن أحد ينتظر أن يقوم شخص بالتبرع بقيمة مالية تفوق المليار سنتيم من أجل بناء مؤسسات تعليمية لصالح تلاميذ وتلميذات العالم القروي الذين يعانون في صمت نتيجة بعد المؤسسات عن مقر سكناهم.
"المفاجأة" أن ذك حصل، بمدينة سطات، في خطوة اعتبرت هي الأولى من نوعها، من أجل تأهيل المؤسسات التعليمية، وكذا الحد من الهدر المدرسي بالعالم القروي.
المنفذ وصاحب المبادرة سيدة أعمال مغربية تدعى، نجية نظير، اختارت طواعية أن تتبرع بمالها الخاص بمقدار يفوق 12 مليون درهم بمدينة سطات، من أجل بناء عدد من المؤسسات التعليمية بضواحي المدينة.
دوافع "نظير" لهذا التبرع، نابع من كونها على حد تعبيرها، أنها عاينت بحكم أن أصولها من المنطقة المتبرع لها، معاناة التلاميذ والتلميذات المتمثلة في قطع مسافات الكيلومترات من أجل الوصول إلى المدرسة، وهو ما أثر عليها لتأحذ زمام المبادرة من أجل تقريب المؤسسة التعليمية منهم ومساعدتهم من أجل إتمام دراستهم وعدم الانقطاع عنها جراء بعد المسافات، خصوصا الإناث اللواتي قد يتعرضن إلى الاغتصاب في الطرقات
من أجل تفعيل هاته المبادرة الحسنة، "نظير" وخلال حفل ترأسه عامل إقليم سطات، خطيب الهبيل، مساء أمس الجمعة 15 فبراير، بمقر العمالة، وقعت على اتفاقيتي شراكة، بين عمالة الإقليم والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بسطات.
وبفضل المبلغ المالي الذي تبرعت به نظير، فإنه سيتم إنجاز ثانوية تأهيلية تتوفر على جناح داخلي بجماعة أولاد فارس بدائرة ابن أحمد الجنوبية، بتكلفة مالية تقدر بـ12 مليون درهم في إطار الاتفاقية الأولى.
أما الاتفاقية الثانية فتهم تأهيل الوحدة المدرسية لهديلات، التابعة لمجموعة مدارس أولاد فارس بالجماعة نفسها، عبر بناء ثلاث حجرات مدرسية، إلى جانب تعويض حجرات من البناء المفكك، وبناء أربعة مرافق صحية وقاعة للتعليم العالي، وكذا ترميم سور الوحدة المدرسية، وذلك كله بغلاف مالي يصل إلى مليون درهم.