في الوقت الذي تعرف فيه مختلف جهات ومناطق المغرب موجة برد قارس، حذرت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، الحكومة ووزارة الصحة، من ارتفاع عدد الوفيات نتيجة موجة البرد هاته.
ودعت الشبكة الوزارة الوصية على القطاع إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية للتصدي إلى موجة البرد شديد البرودة بمختلف الأقاليم وجهات المغرب، بتوفير وسائل التدفئة والأفرشة والأدوية اللازمة، مع توفير العدد الكافي من الموارد البشرية بمختلف التخصصات وتوفير وسائل النقل الطبية الضرورية المجهزة خاصة بالمناطق ذات الولوجية الصعبة والنائية، حفاظا على صحة المواطنين المغاربة وتقليص نسبة الوفيات المرتبطة بالطقس البارد.
واعتبرت الشبكة الحقوقية أن هناك مرضى وأسرهم يشتكون من عدم وجود التدفئة بعدد من المستشفيات العمومية أو تعطل أجهزتها واقتصارها فقط على بعض المصالح دون الأخرى، مع النقص الكبير في الأدوية ومادة الأوكسيجين والحاضنات الزجاجية التي يحتاج لها المواليد الجدد الخدج فور ولادتهم من أجل إنقاذ حياتهم، مبرزة أنه مع استمرار موجة البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة في عدد من مناطق المغرب، تزداد المشاكل الصحية وخطر الإصابة بعدد من الأمراض، خاصة لدى المسنين والأطفال الرضع والمرضى المصابين بأمراض مزمنة.
وتساهم هذه العوامل، يوضح تقرير الشبكة، في ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بالطقس البارد بنسبة تصل ما بين 30 و 40 في المائة، حسب المناطق والجهات، وترتبط هذه الأخيرة بعدة أمراض، حيث يساعد الطقس شديد البرودة في تضيق الأوعية الدموية، وارتفاع خطر الإصابة بعدة أمراض تصيب القلب والجهاز التنفسي والمناعي، خصوصا وأن تأثير البرد على جهاز المناعة يعرض الإنسان لهجمات فيروسات الأنفلونزا والزكام، والتي تتنقل بشكل سريع بين أفراد الأسر وانتشارها بقوة في أماكن العمل والتجمعات، حيث ينتقل الفيروس بسرعة في حالة عدم اتخاذ الاحتياطات وتوفير الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة.
وفي ظل هذا الوضع المتسم بانخفاض درجات الحرارة، يضيف التقرير ذاته، أنه تتوافد أعداد كبيرة من المواطنين يوميا على المراكز الصحية في البوادي والحواضر وعلى أقسام المستعجلات ومصالح الإنعاش خاصة منها مصالح أمراض الجهاز التنفسي، بعضها في حالة مرضية متفاوتة الخطورة ونسبة كبيرة منها تكون من مختلف الفئات العمرية للأطفال التي تصاب بالتهابات القصبة الهوائية ومشاكل التنفس، علاوة على تعطل، غياب أو فقدان وسائل التدفئة، بمعظم المؤسسات والمراكز الصحية ودور الولادة، دون اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة انخفاض درجة الحرارة وموجة الطقس شديد البرودة.
هم إذن، عشرات المرضى يعانون ويشتكون غياب التدفئة والأفرشة اللازمة والكافية، فضلا عن ضعف التغذية في مصالح وأقسام المستشفيات العمومية، ناهيك عن النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية ووسائل العلاج والسلامة الصحية كالأوكسجين والحاضنات الزجاجية، تقول الشبكة.
"التقرير" الذي أشار إلى أنه تم القيام بزيارة ميدانية إلى مستشفى الأطفال السويسي بالرباط الذي يعد من أكبر المؤسسات الاستشفائية بالمغرب، أبرز أنه تم اكتشاف معاناة الأمهات بمعية أطفالهن، اللواتي يفترشن الأرض في ظل غياب الأسرة والأفرشة الكافية، وتعطل وسائل التدفئة، معتبرا أن كلها عوامل تزيد من حدة معاناة المرضى وذويهم ، خاصة منهم القاطنين والوافدين من مناطق بعيدة عن المراكز الصحية والمؤسسات الاستشفائية.
وشدد التقرير على أن المواطنين يعانون أوضاع مأسوية تضطر معها الأسر إلى التكفل وجلب الأغطية والتغذية، فضلا على أنهم مطالبون بشراء الأدوية، والمستلزمات الطبية، والمضادات الحيوية، في حين أن بعضهم مرغم على التوجه إلى القطاع الخاص اضطراريا خاصة بالنسبة للرضع الجدد والخدج التي تستدعي حالتهم الصحية حاضنة زجاجية تكلف الأسر 6000 درهم لليلة الواحدة في حال دبرت أمر ذلك.
17 avril 2024 - 10:40