منعرج دقيق يعيشه حزب الأصالة والمعاصرة هذه الأيام، قررت معه هياكل حزب "الجرار"، وفي خطوة لم تكن بالمفاجئة تعيين أحمد اخشيشن، أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة بالنيابة، عقب اجتماع مشترك جمع أعضاء المكتبين الفيدرالي والسياسي، وسكرتارية المجلس الوطني للحزب أمس السبت بالرباط.

"الخلية المصغرة" المكونة من "لجنة حكماء البام"، والتي تضم كلا من عبد اللطيف وهبي، مصطفى بكوري، الأمين العام الأسبق، وأحمد اخشيشن، وعبد النبي بعوي، رئيس جهة الشرق، وأسماء أخرى، نصبت حسب مصادر موثوقة لـ"مواطن" رئيس جهة مراكش أسفي أمينا عاما بالنيابة لحزب الأصالة والمعاصرة على رأس الخلية المذكورة والتي تضم بالإضافة لـ"خشيشن"، الباكوري، والبعوي، وعضو المكتب السياسي، ومحمد الحموتي، بالإضافة إلى البرلماني السابق، المهدي بنسعيد،  من أجل تقوية هياكل الحزب حسب المصادر ذاتها، كما وضعت بيده كل الصلاحيات التي يتمتع بها حكيم بنشماس.

"حكماء البام" والذين عملوا بـ"وجه الملحة والطعام" الذي تقاسموه مع الأمين العام المنتخب خلفا لإلياس العماري، تركوا بنشماس في منصبه "بدون سُلط"، وبمصير مجهول إلى غاية انعقاد المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، في أفق شهر أبريل المقبل، استعدادا للمؤتمر الوطني للحزب الذي سينعقد شهر على أقصى تقدير.

مصادر "مواطن" قالت أن "الخلية الخماسية المصغرة"، التي رأت في اخشيشن رجل المرحلة المقبل من تسيير "البام"، إلى جانب بنشماس، أوكلت رئاسة المكتب الفيدرالي لـمحمد الحموتي، وسمير كودار نائبا أولا ومحمد غيات نائبا ثانيا. هياكل الحزب التي تسابق الزمن من أجل تجاوز حالة "البلوكاج" الذي أصاب عجلات "الجرار"، أوكلت لاخشيشن مهمة إيجاد الأجوبة المتعلقة بالأسئلة الملحة المطروحة على الحزب لتجاوز أزمته التي يمر منها الحزب، واعتبروا الأمر حلا لتجاوز الأزمة التي يعيشها حزب الأصالة والمعاصرة.

لكن أبرز سؤالين يمكن طرحهما في خضم هذه التغييرات، وإعادة توزيع الأدوار التي يشهدها حزب الأصالة والمعاصرة اليوم، هو ما مصير حكيم بن شماش الأمين العام "المحجور عليه" خلال الفترة المقبلة داخل الحزب؟. وهل تعيين اخشيشن أمينا عاما بالنيابة لا يعتبر "طردا" مشفرا لـ"بن شماس" من على رأس الأصالة والمعاصرة؟، في ظل ما قيل أن عدد من القياديات لا تنظر بعين الرضا عن الطريقة التي يدبر بها بن شماس الحزب منذ توليه مقاليد الأمانة العامة نهاية ماي 2018 خلفا لإلياس العماري.