في الوقت الذي أضحت فيه التكنولوجيا وأدواتها تستهلك جزءا كبيرا من وقتنا، لدرجة أن أصبحت تغزو بشكل مهول تفاصيل حياتنا، دفع الكثيرين إلى دق ناقوس الخطر بهذا الشأن، محذرين مما يمكن يؤثر ذلك على صحة الإنسان، حتى في العلاقة الجنسية التي تربط بين الأزواج، وإن لم تكن هناك دراسات علمية تتحدث عن الأمر، أو عن علاقة التكنولوجيا بالخصوبة، إلا أن هناك تجارب حياتية تشير إلى ذلك.
وفي هذا السياق، وبحسب ما ذكرته"تلغراف" البريطانية، اليوم الخميس 18 أكتوبر الجاري، فإن التجارب الحياتية التي رصدها بعض الأخصائيين تشير إلى أن التكنولوجيا تقلل الأوقات المتاحة للممارسة الجنسية.
وارتباطا بذبك، حذرت "إيما كانون"، أخصائية الخصوبة، من الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في إلهاء الأزواج عن ممارسة حياتهم الجنسية بشكل طبيعي، الأمر الذي يثبط عمل الأعضاء التناسلية مع مرور الوقت.
وكانت عيادة "إيما" في الآونة الأخيرة قد أجرت مسحا لعدد من الأزواج ممن يستخدمون التكنولوجيا بشكل مفرط ونظرائهم ممن يستخدمونها بشكل محدود، وأظهرت النتائج أن المجموعة الأولى تمارس الجنس مرات أقل من المجموعة الثانية.
وأوضحت نتائج الرصد أن الذين يستخدمون التكنولوجيا بإفراط يمارسون الجنس بين مرتين وأربع مرات شهريا، بينما كان الذين لا يستخدمون هذه الأجهزة إلا قليلا يملكون وقتا أطول لممارسة الجنس بين 8 و10 مرات في الشهر.
وتشدد إيما على أن هذه القاعدة لا تنطبق على جميع الأزواج، ولا تناسب بالطبع جميع الحالات، لكن من الواضح أن هناك اتجاها عاما يؤكد أن انتشار التكنولوجيا بدّل أولويات البشر، ومن ضمنها الممارسة الجنسية.
وكانت ممارسة الجنس في الخمسينيات أفضل بكثير من هذه الأيام، حين كانت تغلق جميع القنوات التلفزيونية عند التاسعة مساء أو عند منتصف الليل على أبعد تقدير، مما كان يتيح للأزواج وقتا أطول في الفراش.
أما اليوم فإن الأزواج باتوا يعملون إلى وقت متأخر من المساء، أو يذهبون إلى الصالات الرياضية من أجل الحصول على جسم رشيق، فضلا عن التحديق لساعات في الهواتف الذكية، وكلها أدت إلى تآكل الوقت المخصص للنشاط الجنسي.
المصدر: سكاي نيوز عربية