خرج محمد أبودرار، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، متحدثا عن النقاش الدائر حول إدراج عبارات الدراجة في المقررات الدراسية، مشبها المقررات الجديد بـ"عربية الخواسر" و"فرنسية درب عمر".
التشبيه الذي أطلقه أبودرار على "مقررات البغرير"، استند فيه على اللغة التي انتشرت مع دخول الصينيين لدرب غلف الذي يعد أكبر سوق مغربي بالدار البيضاء، وإلى اللغة الذي استخدمت في سلسلة الخواسر" التي امتزجت فيها العربية الفصحى والدارجة.
وقال أبودرار في تدوينة له على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "بالدار البيضاء وخاصة درب عمر يتواجد المئات من الصينيين، يشتغلون في التجارة منذ أكثر من 15 سنة، فور مجيئهم تناسلت محلاتهم بشكل متسارع رغم أنهم لا يتقنون جملة واحدة من اللهجة المغربية، وسيلتهم التواصلية الوحيدة هي عبر العمال المغاربة الدين استخدموهم، لكن باللغة الفرنسية! وأية فرنسية!، اختراع مغربي عجيب، لا وجود فيه لأدنى قواعد اللغة والصرف".
وأضاف أنه "بحكم مهنتي، أتعامل مع الكثير منهم، في البداية وجدت صعوبة كبيرة في التواصل معهم بالفرنسية السليمة، فغالبا ما تجد نفسك تكمل بلغة الإشارة"، مبرزا أنه "أما إذا رغبت في الحل السريع فعليك بلغتهم (الفرنسية المروكية)".
وأوضح البرلماني "فمثلا إدا أردت أن تسأل الصيني عن مكانه، عليك قول ما يلي: (توا يانا أو) ? TOI YANA OU،أما إذا أردت أن تقول له بأنك ستأتي عنده: (موا إيمي بارتي شي توا) MOI AIME PARTI CHEZ TOI".
ويفسر أبودرار بالقول: "إلى هنا الأمر عادي ويدخل في إطار (الواحد اديباني باش ما عطا الله)، لكن مع مرور الوقت، ومع التعامل اليومي وجدت نفسي لا شعوريا استعمل تلك العجينة اللغوية في بعض المواقف التي تستدعي لغة فرنسية سليمة مما تسبب لي في الكثير من الحرج".
وفي السياق ذاته، متحدثا عن المسخ الذي طبع اللغة، يضيف أبودرار "تذكرت القصة وتذكرت معها مسلسل (الخواسر) الذي بثته القناة الأولى قبل سنة، حيث كانت اللغة المستخدمة فيه خليط من العربية الفصحى والدارجة، لتنتج لنا مسخا تشمئز منه آذاننا قبل نفوسنا".
وشدد على أنه "اليوم ولكي تكتمل الصورة، أو بالأحرى الخطة المدروسة لتدمير لغتنا، أدخلوا الدارجة في المقررات الدراسية، أو ما أُطلق عليه بغررة العربية"، مبرزا أن "خطورة العملية ليست في بضع كلمات دارجة، وضعت تحت صور لتسهيل الشرح كما يدعون، بل لكون العملية ستتسع وستتزايد لنصل في النهاية إلى إخراج مسخ لغوي مدمر".
ويرى البرلماني أنه "إذا كان مسؤولي التعليم بالمغرب يريدون إيجاد حل للإشكال اللغوي في بلادنا، فليعلموا أن المببرات البيداغوجية كقواعد علمية في التربية لا تعني بتاتا تشويه اللغة"، مشددا بالقول "الأجدر بهم أن يبحثوا جيدا في المنظومة التعليمية ككل لأن الخلل أعمق مما يتصور، مع استحضار أن الدستور الذي صوت عليه جميع المغاربة أقر بلغتين رسميتين هي العربية والأمازيغية، ولا وجود لشيء اسمه لغة البغرير"، على حد تعبير أبودرار.
26 mars 2024 - 11:00