احتجت العشرات من "القابلات" خريجات وطالبات المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بجهات المغرب، أمام مقر وزارة الصحة بالرباط، صبيحة يومه الخميس 21 يونيو الجاري، للمطالبة بالإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية.
وقالت فاطمة الزهراء عشير، المنسقة الوطنية للقابلات، في اتصال هاتفي مع "مواطن"، أن هذه الوقفة أمام مقر وزارة الصحة تأتي بعد رصد "الظروف التي مرت منها مباراة توظيف الممرضين المجازين من الدولة، يوم 10 يونيو الجاري، والتي عرفت مجموعة من الخروقات القانونية والتي تمثلت في استفحال معضلة الغش في مختلف مراكز الامتحان، غير أن الغريب في الأمر كان بمباركة لجان الحراسة التي حولت قاعات التباري إلى سوق للزبونية والمحسوبية، وكذا المتاجرة في معاناة المعطلين".
وأضافت عشير أن هذا الأمر قد "أثر سلبا على السير العادي للاختبار، خصوصا بالنسبة لجهة مراكش، تخصص القابلة، حيث تم تأخير الامتحان لمدة فاقت الساعتين بعد احتجاج من طرف المتباريات اللواتي رصدن طلب أحد الحراس من متبارية ترك ورقتها فارغة على أساس أن يتم ملؤها فيما بعد، الأمر الذي بلغ إلى مسامع باقي المتباريات اللائي رفضن ذلك واحتججن على ذلك".
وأوضحت المتحدثة على أنه في حين تم اجتياز اختباري "الصحة العامة" و"التخصص"، على الساعة 8.30 والـ11 صباحا على التوالي في مختلف المراكز الوطنية، تم تأخيره إلى غاية الـ11 صباحا والثانية بعد الزوال في مركز مراكش، مشددة على أنه بهذا الأمر "تكون المباراة قد فقدت مصداقيتها وفي نتائجها بعد أن تم ضرب مبدأ تكافؤ الفرص عرض الحائط".
وتطالب القابلات البالغ عددهم 2500 ممرضة قابلة، بالإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية، و"محاسبة المسؤولين عن الخروقات التي عرفتها مباراة التوظيف، وإعادة الامتحان في جو من الشفافية وتكافؤ الفرص"، تؤكد عشير.
واعتبرت المتحدثة أن السبب الرئيسي فيما آلت إليه الأوضاع، هو العطالة وتراكم أفواج الخريجات والخريجين والذي يقابله شح في مناصب التوظيف، مبرزة أنه "تم تخصيص 300 منصب شغل فقط للقابلات وطنيا في العام الحالي، علما أن هناك خصاصا مهولا، بحيث أن الحد الأدنى الموصى به عالميا هو 6 قابلات لكل 1000 ولادة، لكن في المغرب هناك فقط 4 قابلات لكل 1000 ولادة".
ولفتت منسقة القابلات، إلى أن هذا النقص العددي يساهم في "ارتفاع نسبة وفيات الأمهات الحوامل المقدرة بـ72 وفاة بالنسبة لكل 100 ألف ولادة، بحيث إذا قارنا ذلك بفرنسا نجد 8 وفيات لكل 100 ألف ولادة"، مشيرة إلى أن "تقرير صندوق السكان بالمغرب تحدث عن أن السبب الرئيسي للوفيات هو النقص الحاد في صفوف القابلات".
19 avril 2024 - 12:00