ينطلق العد العكسي أمام اللجنة المكلفة بملف "موروكو 2026" لاستقبال لجنة خماسية تفتيشية تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، بعد أسبوعين من الآن، وتحديدا خلال يومي 17 و18 أبريل الحالي، في إطار مراقبة الملفين المغربي والأمريكي، المرشحين لاحتضان المونديال.
ومع زحف الأيام المتبقية عن موعد الزيارة التفقدية للجنة الخماسية، المسماة "Task Force"، يصير هاجس التخوف لدى لجنة "المغرب 2026" أكثر استحضارا لها، كما باقي المغاربة والأفارقة، رغم قوة الملف المغربي، وكسبه ثقة العديد من الاتحادات الكروية العالمية؛ وذلك مخافة لإقصاء ماكر خارج قواعد اللعبة.
ومن شأن هاجس التخوف أن يحيلنا على التطرق إلى مكونات اللجنة الخماسية وهوية أعضائها، ومدى الانتقادات الموجهة لجهاز "الفيفا" ورئيسها جياني إينفانتينو، في هذا الاتجاه، والنقاط المرتقب سلكها تفتيشيا، في ظل ثقتنا في قوة الملف المغربي المودع، قبل أسبوعين، لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، بشهادة اتحادات كروية عالمية، ومؤسسات إعلامية دولية متعددة.
اللجنة الخماسية لـ"الفيفا".. أي مكونات وأية صلاحيات؟!
تتكون اللجنة الخماسية التابعة لـ"الفيفا" من خمسة أعضاء، وهم الكرواتي زفونيمير بوبان، الهندي موكول مودغال، السويسري ماركو فيليغير، المقدوني ألكو جيوجورسكي، والسلوفيني توماس فيسيل.
ولعل المثير في هذه اللجنة التي تسمى اختصارا بـ"Task Force"، يكمن في كونها تملك صلاحية اتخاذ الإقصاء تجاه أي ملف يبدو في رأيها غير كاف للإجابة على مضامين دفتر التحملات الموضوع من طرف "الفيفا"، وهو الشيء الذي يجعلنا إزاء تساؤل عريض حول مدى "مشروعية لجنة مبتدعة حديثا"، وأحقية أعضائها الخمسة، والذين ليسوا سوى مجرد موظفين في جهاز "الفيفا"، أن يقرروا في مصير ترشح بلد بأكمله وحلفاء عالميين مساندين، بدلا من ترك القرار إلى حين مرحلة التصويت، ومنح الصلاحية لأعضاء منتخبين واتحادات كروية عالمية، من أجل حسم الأمر؟؟!!..
موعد زيارة لجنة "الفيفا" للمغرب ومهمة أعضائها
تحل لجنة التفتيش التابعة لجهاز "الفيفا" بالمغرب، خلال زيارة ميدانية يومي 17 و18 أبريل، وسط ترقب الرأي العام المغربي بشأن ما ستخلص إليه اللجنة التقنية، بعد وقوفها على مدى جودة الملاعب والمدن التي تم ترشيحها، ومختلف البنيات التحتية المطلوبة.
وتختزل مهمة هذه اللجنة في تفقد المنشآت الرياضية للمغرب، وهو الأمر الذي سينطبق على زيارتها للبلدان الثلاثة المعنية بالترشح الثلاثي المشترك (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك)، في أفق تنقيط الملفين المرشحين، وما قد يلي هذه العملية من إبعاد الملفين أو أحدهما، أو الترخيص لهما بالمرور لمرحلة التصويت النهائي، حسب نتائج الزيارتين.
وبينما ستكون الزيارة التفتيشية لشهر أبريل متبوعة بـ"تقرير تقييمي للفيفا بخصوص هذه الزيارة"، فإن يومي 6 و7 يونيو المقبل سيخصصان لاختيار ملف أو ملفي الترشيح لعرضها على التصويت، المقرر إجراؤه بعد أسبوع من ذلك، أي يوم 13 من شهر يونيو نفسه.
هذه هي النقاط الأربع الإقصائية المحددة من طرف "الفيفا"
حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" 4 نقاط إقصائية، في عملية الاختيار للملف أو الملفين المرتقبين إحالتهما على مرحلة التصويت لاحتضان مونديال 2026، في حال عدم الإقصاء، وتتعلق الأمر بكل من السكن "الإقامة" والنقل والملاعب وملاعب التدريب، كنقاط أربعة يرتقب أن تركز عليها اللجنة الدولية المكلفة بالدراسة التقنية للملفين المرشحين لتنظيم المونديال 2026، والتدقيق في مضامينهما، بعدما تم وضعهما مارس الحالي لدى جهاز "الفيفا".
وإلى جانب النقاط الأربعة الإقصائية، فإن ثلاث نقاط أخرى تعتبر حاسمة في الفوز، رغم أنها ليست إقصائية، وهي ممثلة في "المداخيل ووسائل الاتصال ومناطق مخصصة لاحتفالات المشجعين"، علما أن لجنة تقنية تابعة لـ"الفيفا" ستزور المغرب يوم 17 أبريل المقبل، في إطار زيارة تفقدية للملاعب والمدن المرشحة لاحتضان مونديال 2026.
"الفيفا" ولجنته التفتيشية بين التحيز لأمريكا وانتقادات خارجية
يبدو أن رائحة تحيز جهاز "الفيفا" ولجنته التفتيشية صارت تشتم لدى الخاص والعام، ليس على مستوى داخل المغرب فحسب، بل حتى على الصعيد الخارجي من اتحادات كروية عالمية، ومؤسسات إعلامية دولية.
ولعل مؤشرات طبيعة التعامل مع الملفين المغربي والأمريكي صارت منبعثة على سوئها، من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه جياني إنفانتينو، في صيغة "تحالف باطني لا أخلاقي" مع أمريكا متزعمة الترشح الأمريكي الثلاثي المشترك؛ إذ سبق أن تعرض جهاز "الفيفا"، على سبيل المثال لا الحصر، لانتقادات منظمة دانماركية "play the game"، اتهمت مسؤولي جهاز "الفيفا" بعدم الحياد في التعاطي مع الملفين المتنافسين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وظفت الجانبين المادي والسياسي، في الترويج لحملتها، واستغلت الأزمة المالية التي يعانيها "الفيفا"، لتقديم إغراءات مالية، لاسيما في ما يتعلق بعائدات البث التلفزيوني، والبالغة قيمتها 302 مليون دولار (ما يناهز 300 مليار سنتيم)، كاستفادة لـ"الفيفا"، مقابل تخويلها شرف احتضان كأس العالم 2026.
"المغرب 2026".. جاهزية ملف وإثارة تخوف لدى أمريكا
يعول المغرب على جاهزية ملف ترشحه، المتضمن لمختلف المعطيات التي تتوفر عليها بلادنا، رياضيا وبنيويا وتجهيزيا وسياحيا، وغيرها، من أجل الظفر بشرف احتضان مونديال 2026.
وتنسجم قوة الملف المغربي باعتراف مختلف الاتحادات العالمية والخبراء المتخصصين، وعدد من وسائل إعلام دولية، من خلال تناول هؤلاء كل المقومات والمؤهلات التي بات المغرب يتوفر عليه، وتؤهله لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، من بنيات تحتية جيدة ومتطورة وشبكة طرقية كبيرة ومتميزة هي الأفضل على الصعيد الإفريقي، وأنه بإمكان الحلم المغربي باحتضان مونديال 2026 أن يصبح حقيقة.
مجرد خلاصة
بقدر ما نحن واثقون في قدراتنا من أجل تحقيق الرهان، فإن الضرورة تستوجب منا توخي الحذر من خطورة "سلطة تقديرية" للجنة خماسية، قد تكون مسخرة ضد طموحنا، بوازع تخوف أمريكي من دخول اختبار كروي نزيه، يفترض أن يكون قابلا لأي نتيجة، إيجابية أو سلبية كانت، وبروح رياضية.
ومهما يكن، فالمغرب كان وما يزال وسيظل بلدا للتحدي، من أجل بلوغ أهدافه المشروعة، من قبيل تجاوز "اختبار احتضان مونديال 2026"، سعيا إلى تحقيق "حلم الأمة المغربية ومشروع القارة الإفريقية ورهان حلفائه عبر مختلف القارات ".
بالتوفيق
20 décembre 2023 - 20:00