"يسألني كثيرون منذ أسبوع حول تفسيري لصمت الإسلاميين في المغرب حول قضية الإرث وعريضة التعصيب وما يليهما"، هكذا بدأ الباحث في الجماعات الإسلامية الدكتور إدريس الكنبوري تدوينة فيسبوكية يومه الخميس 29 مارس 2018، ليرد حاسما "ليس عندي شك في أن الإسلاميين لا يهمهم الدين بل السياسة".
ويضيف الباحث أنه "عندما تتعارض المصلحتان، الدين والسياسة، يتم تقديم السياسة. هذا ما حصل في العديد من المناسبات في المغرب".
ويقدم الكنبوري النموذج التونسي في وضعية مشابهة، حيث كتب "واليوم في تونس تلتزم حركة النهضة لراشد الغنوشي الصمت أمام مقترح الرئيس (الباجي قائد) السبسي بالتسوية بين الذكر والأنثى في الإرث وزواج المسلمة من غير المسلم، مع أن نفس الحركة كانت في زمن بن علي تعتبر حتى انقطاع الكهرباء مؤامرة ضد الإسلام".
ويفسر البخبير المغربي في شؤون الحركات الإسلامية موقف حركة النهضة "بما حصل في المؤتمر الأخير والفصل بين السياسة والدعوة. وهذه خطوة مهمة جدا لو تحققت بالفعل لأنها تتطلب جهدا متواصلا مع الزمن"، مؤكدا أن "الدين يجب أن يكون في المجتمع لا في حزب أو تنظيم يتلاعب به كما يتلاعب به آخرون، وأن يكون بيد العلماء والمفكرين والمؤسسات الدينية المسؤولة في الدولة. بهذا الاعتبار لن يتسامح المجتمع مع استغلال الدين في السياسة، وتصبح مهمة من يسمون الإسلاميين تحسين معاش الناس مثلهم مثل آخرين، ويتلقون إلى جانب الآخرين اقتراحات المواطنين والهيئات المدنية في ما يتعلق بالقضايا الدينية للدفاع عنها، إنها مسألة صعبة لكن كل شيء يحصل بالتدريج والتراكم".
26 mars 2024 - 11:00