"#احذف_فيسبوك"، وَسْمٌ انتشر بشكل لافت، مؤخرا، على عدد من المنصات من بينها فايسبوك نفسه، يحمل دعوات بضرورة إلغاء الحسابات به، على خلفية وقوع البيانات الشخصية لملايين المستخدمين في يد شركة استشارات سياسية، خصوصا أمام ما يروج من كون المعلومات المتوفرة في هذا الموقع قد تكون استخدمت للمساعدة في انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وما تزال الآن حركة "حذف فيسبوك" على نحو مطرد على شبكة الانترنيت، بسبب فضيحة حصول شركة "كامبريدج أناليتيكا" على معلومات عن 50 مليون مستخدم لـ "فيسبوك" دون علمهم، حيث انتقدت منصة التواصل الاجتماعي، بسبب استعمال البيانات الشخصية للمستخدمين لطرف ثالث.
وعلى إثر ذلك، حسبما نشره موقع شبكة "سي إن إن" الأميركية، فقد فقدت الشبكة الشهيرة أكثر من 50 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال هذا الأسبوع.
أمام هذه الأزمة التي تخيم على "فايسبوك"، بات حاليا مؤسسه "مارك زاكربرغ" يواجه غضب المستخدمين، الذين يتهمونه بعدم القيام بما فيه الكفاية لحماية بياناتهم الشخصية.
"مارك" الذي تربع وصعد إلى الشهرة، وانضم لصفوف الأثرياء عبر نجاحه في ربط الناس ببعضهم البعض، من خلال موقع التواصل الاجتماعي الأبرز، يتموقع الآن أمام احتمال أن يكون قد فقد السيطرة على الشبكة التي أسسها.
مجموعة من الخبراء طرحوا شكوكا بشأن أن يهرب رواد فيسبوك من أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، وذلك بسبب المخاوف المرتبطة من الاستفادة من المعلومات الشخصية للتأثير على المستخدمين.
وفي هذا الصدد، قالت "ناتالي نادود-البرتيني"، الخبيرة الاجتماعية الفرنسية،إن "مسألة استخدام المعلومات في الحملات السياسية هو أمر مقلق أكثر بكثير"، غير أنها في مقابل ذلك أقرت "سواء أعجبنا ذلك أم لا، نحن مجبورون تقريبا على امتلاك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي".
من جهته، اعتبر "ايرك باومر" الاستاذ من جامعة ليهاي في بنسلفانيا، أنه لا يمكن التقليل من أهمية الإدمان في هذا المجال، حسب فرانس برس.
وبحسب دراسة أجراها لجامعة كورنيل عام 2015، أظهرت أنه كيف أن العديد من مستخدمي فيسبوك الذين أرادوا تركه استمروا لا شعوريا في التوجه للضغط على حرف "ف" لدى تشغيل حواسيبهم.
"باومر"، أبرز أنه حتى الذين قاموا بترك الموقع، وجدوا أنفسهم منجذبين في أغلب الأحيان للعودة له، موضحا أنه لا يوجد موقع تواصل اجتماعي يمتلك "نفس العدد الكبير (من المستخدمين). لكن ذلك قد يتغير"، حسب فرانس برس.
"ايرك باومر" أثار مشكلة أخرى تكمن "في غموض مجموعات الشركات المالكة لوسائل التواصل الاجتماعي" حيث "يقول الناس لا أحب فيسبوك ولذا استخدم انستاغرام (...) غير مدركين بأنه مملوك كذلك من قبل فيسبوك".
19 avril 2024 - 12:00