إسماعيل الطالب علي
يحتفل المنتظم الدولي يومه السبت الرابع والعشرين مارس باليوم العالمي لداء السل، والذي يتزامن مع اكتشاف "روبير كوخ" للباكتيريا المسببة في هذا الداء سنة 1882 حيث مهد السبيل أمام التشخيص للمرض وعلاجه.
المنظمة العالمية للصحة التي اختار جعل هذا الموعد السنوي القار مناسبة للتذكير بأهم المراحل التي قطعتها الدول من أجل محاربة هذا الداء، أبرزت في إحصائيات لها، أنه ما يزال يخطف أرواح 5000 شخص يوميا ويصيب 10،4 مليون نسمة توفي منها 1،8 مليون نسمة.
أما عن داء السل المقاوم للأدوية المتعددة فما يزال يشكل تهديدا كبيرا يتربص بالأمن الصحي، إذ أنه قد يعرض المكاسب المحققة في مجال مكافحة الداء للتراجع نظرا لما ينتج عن ذلك من انعكاسات وخيمة على حاملي الداء الذين لا يلتزمون بالخطط المعمول بها وبالاستدامة في العلاج،
وعن داء السل بالمغرب، أوضحت الجمعية الوطنية للتوعية ومحاربة داء السل في تقرير لها، أن "بلادنا انخرطت في الاستراتيجيات والبرامج الموصى بها من طرف الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للصحة، خصوصا برنامج أهداف الألفية للتنمية وأهداف التنمية المستدامة".
كرونولوجياً، قالت الجمعية أن تاريخ أول خطة وطنية لمكافحة الداء يرجع إلى سنوات السبعينات من القرن الماضي مع العلم أن أول حالة سجلت بالمغرب كانت بطنجة حوالي 1903، وكان آخر برنامج وطني لمكافحة الداء ما بين 2011 و2015 بحيث حمل عددا من الإجراءات والتدابير تشمل مختلف مراحل المرض بدءا من الوقاية مرورا بالكشف ووصولا عند التشخيص ثم العلاج. حيث وضعت الدولة هدفا أساسيا من خلال هذا البرنامج يتجلى في تحقيق أهداف الألفية للتنمية المتمثلة في القضاء على الداء بحلول سنة 2050.
لكن في مقابل ذلك، سجلت الجمعية "تماطل الحكومة في تنفيذ التزاماتها من خلال بطء وتيرة تقليص نسبة الإصابة التي أوصت بها المنظمة العالمية على ألا يتجاوز عدد المصابين الجدد أقل من 10 حالات بالنسبة لكل 100 ألف نسمة بحلول 2050".
وأكدت الجمعية "أنه على الحكومة الاشتغال لتحقيق وتيرة تقليص تصل 6 بالمائة، وليس 3 بالمئة التي أقرت بها وزارة الصحة".
ولاحظت أنه "رغم مسارعة ذات الوزارة لتنزيل الخطة الوطنية الرامية لتسريع تقليص نسبة الإصابة من داء السل في الفترة الممتدة ما بين 2013-2016 والتي جاءت بعد برنامج وطني لمحاربة داء السل سبق الاعلان عنه سنة 2011، لم نتمكن من تحقيق المنشود"، مضيفة أنه تم تسجيل 83 إصابة لكل 100 ألف نسمة بحسب إحصائيات 2016 و31 ألف حالة جديدة".
وأردفت أنه خلال السنة الفارطة تم تسجيل 91 إصابة لكل 100 ألف نسمة و37 ألف جديدة"، وهو الأمر الذي اعتبرته الجمعية "يجعلنا ندق ناقوس الخطر"، مطالبة بإجراءات جدية لتحقيق هدف المنظمة العالمية للصحة.
وما يزال وباء السل يتصدر قائمة الأوبئة الفتاكة والمعدية في جميع أنحاء العالم وهو من الأمراض الراسخة التي تنتشر بشكل كبير في المجالات الهشة والهامشية والفقيرة.
22 avril 2024 - 16:15
21 avril 2024 - 18:00
19 avril 2024 - 12:00